موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٩

ورجع العشّار مبرّرًا

بقلم :
الأخت كلارا معشر - الأردن

صورتان متضادتان رسمهما القدّيس لوقا في إنجيل الأحد الثّلاثين من السّنة واحدةً لشخصيّةٍ من الفرّيسيين علية القوم المتمسّكين بالشّريعة والّذين يُعدُّون أنفسهم فوق النّاس،والثّانية لواحدٍ من العشّارين المكروهين من قومهم اليهود لأنّهم يجنون الضّرائب فيؤدّون المطلوب للسّلطة الرّومانيّة والباقي يأخذونه فيجنون جرّاء ذلك أموالًا طائلة ولهذا كانت كلمة عشّار عند اليهود تعني اللص والخاطىء. صعد الاثنان إلى الهيكل،فأخذ الفرّيسي يصلّي بصوتٍ مسموعٍ ،فيعدّد حسناته ويمتدح أعماله على أنّه يصوم مرّتين في الأسبوع ويُعشّر كلَّ ما يقتنيه ،وأنّه ليس مثل هذا العشّار. أمّا العشّار فوقف لا يجرؤ على أن يرفع عينيه نحو السّماء وأخذَ يقرعُ صدرَه ويقول : اللهمّ ارحمني أنا الخاطىء. الفرّيسيُّ دخل متعاليًا ممتلئًا من ذاته،فخرج دون ذلك العشّار الّذي دخل مُفرغًا من ذاته ليملأه الله . يُعلّمنا إنجيل هذا اليوم كيف نصلّي كما صلّى ذلك العشّار ،وأن نقرع صدورنا بسبب كثرة خطايانا وأن نتواضع ،فما نحن إلّا ترابًا يمشي على الأرض.فإذا كان السّيّد المسيح يحني رأسه ليعتمد من يوحنّا ويجثو غاسلًا أقدام رسله وهو الرّبُّ الخالق ،فمن نحن لنتكبّر؟يقول السّيّد المسيح في إنجيل اليوم :"كلّ من يرفع نفسه يتضع ،ومنْ يضع نفسه يرتفع" وختامًا أقول :إنّ الله الخالق لا ينظر إلى الوجوه ،بل هو فاحص القلوب والكلى. أحدًا مباركًا أتمنّاه لكم أحبّتي