موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢ ابريل / نيسان ٢٠٢٠

واجباتنا ومسؤولياتنا بزمن كورونا

د. هيلدا مدانات

د. هيلدا مدانات

د. هيلدا مدانات :

 

نعم يجب علينا جميعا أن نقف وقفة تأمل وأن نفكر بعمق بمسؤولياتنا وواجباتنا أفرادا وحكومات ودول لنحول مصائب هذا الزمان فوائد لمستقبل الأجيال المقبلة لتمكينهم من مواجهة المتغيرات والتحولات والمفاجآت أيضا.

 

كيف لهذا الكائن اللعين بصغر حجمه الذي هو أصغر من أن يرى بالعين المجردة أن يسيطر على هذه الأرض وعلى دول العالم أجمع أن يجعل العالم والعلماء في حالة سكون العلماء الذين حللوا الذرة واكتشفوا النظريات العلمية ودرسوا علاقات الأشياء وصنفوا الكائنات هم الآن في حالة حيرة وفزع وتردد.

 

الكل يحلل ويسأل هل هذا الكائن أداة حربية مصنعة من فعل الإنسان بهدف الدمار الشامل ام ظاهرة طبيعية من صنع الطبيعة او من صنع الخالق. ولكن مهما كان مصدر هذا الوباء فلنعي جميعا الدروس والعبر المستفادة لنجعل من هذا الوباء درس لمعالجة الحال لعمل الخطط المستقبلية. لماذا لا تكون هذه الكارثة الوبائية فرصة لنا جميعًا دول حكومات وافراد للخروج بمقترحات وخطط وأدوات لتحسين وتطوير أدائنا ومسؤولياتنا الحالية والمستقبلية وتطوير وتعديل سلوكيات الأفراد لتنعكس ايجابيا على الأداء ومصلحه المجتمعات.

 

هناك الكثير من الدروس المستفادة بهذا الزمن اقلها أن هذا الوباء وحد العالم اجمع على شعور وحال واحد حيث يعيش العالم حاله من الفزع والخوف والهلع من رهبه الموت والفراق لا فرق بين دول عظمى ودول صغرى لا فرق بين غني وفقير ولا فرق بين عربي وعجمي على الأقل هذا الفيروس كسر حواجز التفرقة والعنصرية كسر جبروت التكبر والعظمة أنهى مرض العنصرية والتميز فامام رهبة الموت ولقاء الخالق لايفرق بيننا الا اعمالنا الصالحة.

 

هناك مسؤولية كبيرة على العالم اجمع للقضاء على هذا الفيروس الامر الذي يحتاج الى تكافل ووحدة عالمية للقضاء على هذا الوباء لأن بقاء هذا الفيروس في احدى دول العالم يعني بقاء التهديد للعالم اجمع وبقاء الفرصة لانتقاله وانتشاره . لماذا لا تتحول البشرية إلى ما يشبه القرية العالمية, فيها تختفي الفروقات والقوميات والمصالح الضيقة, ويتوحد العالم ويتطابق .ويحل السلام فتكون مصائب هذا الزمان للزمان القادم والأجيال القادمة فوائد.

 

(عمون)