موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٧ ابريل / نيسان ٢٠٢٠

هناك عند الصليب

بقلم :
تيمور العوابده - الأردن
فيا لك من إله، جعلت من ذاك الصليب علامة حب كبيرة

فيا لك من إله، جعلت من ذاك الصليب علامة حب كبيرة

 

اليوم يحمل يسوع صليبه، يحمل معه ألم هذا العالم، يحمل معه كل ما في الإنسانية من ألم، ليتسمّر على خشبة الصليب، ويؤكد للعالم أن لا خلاص بدون خشبة الصليب، بدون الألم، وبدون الموت.

 

نعم اليوم المعلم يُرفع أمام من هتفوا له أصلبه أصلبه ويرفع معه الآم هذه البشرية المتعثرة.

 

هناك عند الصليب تقف الأم مريم موجعة متألمة، وذاك السيف سيف الألم ينفذ من قلبها. هناك عند يوحنا الحبيب والمريميات ينظرون الإله العظيم ويشهدون للخلاص، لكن هؤلاء من صرخوا أصلبه أصلبه، أردوا أن يبقوا متعثرين في حياتهم، أردوا البقاء في ظلام الخطيئة لا يردون النور الذي لا يغرب، ولا القيامة، فهم اليوم أموات لا أحياء، فالذي تسمّر على الصليب وعد بتلك القيامة، وعد بذاك الفرح ليتم وعد المعلم وفِي اليوم الثالث يقوم.

 

يا أيها المصلوب هناك، قد تبدو متعبًا، قد تبدو موجعًا، قد تبدو ضعيفًا، لكنك احتملت كل شيء حتى لفظت أنفاسك الأخيرة، وأنت معلق هناك على الصليب. فيا لك من إله، جعلت من ذاك الصليب علامة حب كبيرة، لا بل علامة الإنتصار الكبيرة، فقد كسرت مغاليق الجحيم، وكسرت شوكة الموت، فقدوس أنت يا الله، ونسألك بشفاعة أم الأوجاع مريم أمك، الواقفة هناك عند الصليب، أن تحمل معك كل هموم هذا العالم ومآسيه، وأن تبسط سلامك على الأرض، وأن تجعل لنا نصيبًا معك في السماء، فنحيا حياة خالدة، حيث لا وجع ولا حزن ولا تنهد بل حياة أبدية. آمين.