موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٦ فبراير / شباط ٢٠٢٠

هل أبطل المسيح الشريعة والأنبياء؟

بقلم :
الأخت كلارا معشر - الأردن
المسيحية ليست ديانة القوانين، بل الحب، والحب هو القانون الأعلى والأسمى

المسيحية ليست ديانة القوانين، بل الحب، والحب هو القانون الأعلى والأسمى

 

"قد يحلُّ لي كلُّ شيء، ولكن ليس كلُّ شيء ينفع"

 

هل أبطل الرَّبُّ يسوع الشّريعة والأنبياء؟

 

بالتأكيد الجواب سيكون بالنّفي، لأنّ الرَّبَّ يسوع لم ينقض الشّريعة أو يبطلها، وإنما أتى بها إلى الكمال عندما أعطانا وصيّة المحبة.

 

المسيحيّة ليست ديانة القوانين، بل الحبّ، والحبُّ هو القانون الأعلى والأسمى. فالوصايا العشر أُوجزت بوصيّة واحدة: محبة الله، ومحبة القريب. لذلك قال القدّيس أغسطينوس: "أحبب وافعل ما تشاء".

 

الوصايا العشر هي الحدُّ الأدنى من الخير، وقانون الحبّ الّذي يدعونا الرّبّ يسوع أن نتبناه كشعار دائم في حياتنا لا يتوقّف عند هذا الحدّ، بل يرتقي بنا ليجعلنا أصحاب مبادرة في عمل الخير والمحبة تجاه الآخرين. فمع يسوع لم تعد الوصيّة تنهينا عن الفعل الخطأ فقط، بل عن التفكير به والتخطيط له، والغضب والضغينة والشّهوة، وكلّ ما يقود إلى ارتكاب الخطيئة.

 

هذه دعوة لنا لنتوقّف ونفكّر في الأسباب الّتي تدفعنا إلى ارتكاب الخطايا، ولنفعل كما علّمنا الرَّبّ يسوع، فإن كانت عيننا اليمنى حجر عثرة لنا، فلنقلعها ونلقها عنّا، لأنّه خير لنا أن نبتعد عن مسببات الخطيئة من أن نظلّ مستسلمين لها وتكون سببًا في هلاكنا.