موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٣ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٢

نفسي تائهة حتى...

بقلم :
الأخ مؤيد معايعة اليسوعي - لبنان

افتكرتُ في طرقي يارب... فوجدتها كثيرةٌ جداً... وتأملتُ في طُرُقِكَ يارب... فوجدتها صعبة جداً ولا رغبة لي بها... فعدتُ إلى طرقي فوجدتها مملة جداً ولا رغبة لي بها أيضاً... فضاقت نفسي في داخلي لا تدري ماذا تفعل!!! أظن أن نفسي الآن في فترة المراهقة... متمردة... عنيفة... هائجة... تريد الاستقلال والنضوج ولكن لا تعلم كيف... والأصعب من ذلك أنه ليس هناك مِنَ البشرِ مَنْ يستطيعُ أن يساعدها في نضوجها... اليوم هي تريدُ الله والبارحة كانت تَبْغى الحياة... ولا أعلمُ ماذا تريدُ غداً!!! كلنا نعلم ما هو النضوج الجسدي ولكن هل افتكرنا ولو للحظة بنضوج النفس؟؟!!! كيف سأقود نفسي إلى البلوغ الكامل الناضج الواعي؟؟!!! جواب هذا السؤال يمكن معرفته من خلال معرفة المصير الذي نريده للنفس... فالمصيرُ الذي يريده الله هو الخلود والمصير الذي يريده جسدي والعالم وسيد هذا العالم هو الفناء... فإذا أردتُ الخلود فنضوج النفس سيكون بعودتها إلى الطفولة المقدسة والبراءة والنقاوة وهذه تتلخص بكلمة "التسليم لسيد النفس بطواعية"... وإذا انقدتُ وراء الفناء فنضوج النفس إذاً هو الرجولة الدنيوية والخبث والبغض وهذه كلها تتلخص بكلمة "التسليم لسيد العالم بطواعية"... نفسي تائهة يارب... لا رغبة لها بشيء ولا تريد شيء... حتى إنها ترفض أن تبقى على ما هي عليه... فمتى تهدىء نفسي في داخلي!!! متى تستقر بها أرجوحة الاشتيقات المختلفة!!! متى تنضج نفسي!!! فإلى متى تبقينَ تائهة يا نفسي... عودي إلى الرب... عودي إلى راحتك... فإنه أنقذَ مَنَ الفساد حياتك... وكللكِ بالرحمة والرأفة... وهل هناك أعظم من الرحمة والرأفة لخلاص نفوسنا...