موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٣١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٤

موانع المشاركة في حياة الكنيسة وذهنيّة الحل

بقلم :
الأب مجدي هاشول - الجليل

كثيراً ما تكون أزمات العلمانيين المؤمنين، أنهم يحبوا الحياة مع الله ولكنهم يُؤثروا البعد عن الكنيسة وذلك بسبب قلّة انجذابهم أو ربّما نفورهم الشّخصي من الكهنة المحيطين بهم أو من نوعيّة المؤمنين الحاضرين في الكنيسة أو لأنهم لا يشعروا بأنّ هذا الأمر يعود عليهم بالفائدة الروحيّة الّتي يبتغونها.. في هذه الحالة من المهم أن نحل بعض الألغاز لنساعد أمثالهم بالإندراج في حياة الكنيسة بشكل سليم وناضج.. صعوبات مع الكهنة: صحيح أنّ شخصيّة الكاهن لها دور كبير بجذب أو إقصاء المؤمنين، لأنّ عدم شعور الشخص ببعض الراحة أمام كاهن رعيّته قد يستميله للبحث عن كاهن آخر أو كنيسة أخرى أو إطار مختلف، مع ذلك يبقى من المهم النظر للنّعم الّتي يعطيها لك الرّب عبر الكاهن وبغض النظر عن ضعفه وسقطاته وسوء أطباعه.. وخاصة لنعمة القربان الأقدس.. فهذا منوط بقدرة الرب وليس بإستحقاق الكاهن. صعوبات مع نوعيّة المؤمنين الحاضرين بالكنيسة: قد يجد الشخص المؤمن الّذي يَهِمّ بالذهاب للكنيسة بأنّه مختلف بشخصيّته أو ثقافته أو أخلاقه أو إنتمائه الحزبي أو حضارته وعقليّته وخلفيّته عن الحاضرين، وإذا كانت الجماعة غير محتضِنه له فلَسرعان ما سيميل شعوريّا إلى الرّحيل، إمّا بحثا عن جماعة أخرى أو أو عن إطار آخر.. هنا من المهم التذكّر أنّ الرّب يدعونا لأن نؤلف عائلة واحدة ومتّحدة به، وقد يكون حضورك هو أساسي جدا لبنيان هذه العائلة دون أن يُفرض عليك قسرا بأن تصادق كل افرادها بل أن تحترم الجميع وتحبّهم كإخوة بالمسيح.. وليس من الصّحي أن تنقطع عن كنيسة الرّب لأنّك لم تندرج بعد إجتماعيا أو رعويّا بواحدة من رعاياها.. الفائدة الروحيّة غير مُشبِعة: يشكو البعض من أن حضورهم بالكنيسة لا يعطيهم الشبع الكافي، فربّما الكاهن لا يحضّر عظاته أو لا يجدّد معلوماته أو لا يعطي روح فرح وإيمان ورجاء بقدّاسه، أو ربما له نهج سلبي وهو يبالغ في التّأنيب والتّوبيخ والتّذمّر وإلقاء الإتهامات على العلمانيين، وربما لوجود ضجيج في الكنيسة أو انعدام مكيّف هوائي أو قلّة عدد الحضور ولظروف أخرى متعدّدة.. مما يستميل المؤمن للبحث عن كاهن آخر أو رعية أخرى أو إطار آخر.. هنا من المهم التذكير أننا جميعنا بشر ولنا أخطائنا ومحدوديّاتنا ولكن صعوبة الظروف لا تعني حصرا الإنسحاب بسببها.. وإنّ جزء كبير من الشّبع الرّوحي يتعلّق باستعداد المؤمن وعطشه، والتّزوّد ببعض الشبع الروحي أوفر من الفراغ التّام منه، ومن الملفت الإستدراك أنّ الرّب كثيرا ما يكلمنا من خلال البسطاء فأحراه أن يكلمنا عبر الكهنة الّذين اودعهم نفوس أبنائه.. وثم علينا ان نعي أنّ علينا دور كبير في تنشئة ذواتنا مسيحيا وثقافيا وحث الآخرين ومساعدتهم للمضي بذلك أيضا.. خاصة اذا كانت لنا القابليّة العقليّة لذلك.. وصحيح أنه قد لا يكون الكاهن موهوبا بالوعظ أو بارعا بالذكاء أو فذا بدقائق العقيدة ولكن مع ذلك فكثيرا ما يعطينا الرب نعما تتخطى فهمنا وشعورنا وتنمى فينا رويدا رويدا إلى أن تثمر وتتجمّل نفوسنا.. من هنا إخوتي.. جميل أن نكون أقوى من الظروف وأن نسعى للنمو قدر إمكاننا.. فالوسائل كثيرة وباب الابداع دوما موجود.. وكل صعوبة هي أيضا فرصة للنمو وللإبداع ولفتح ابواب نورانية جديدة.. وللرٌب المجد ومنه القوّة كلّ حين، آمين.