موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٤

موائد

بقلم :
وسام مساعده

يوم أمس السبت، كان عندي لقاء مع طلاب التعليم المسيحي على ثلاث مجموعات، الصف الرابع، والصف الخامس والسادس، والمجموعة الأخيرة هي من صف سابع لصف عاشر. هدف اللقاء، كان اخبرهم من هو يسوع. اود ان اخبركم عن ثلاثة اطفال. - الطفل الأول استيفان صف رابع: طرحت عليهم سؤال من هو بطلك؟ who is your hero كان جواب استيفان صادم لي جداً، بطلي هو الطفل يسوع. بكل بساطه وبكل إيمان أعلن إيمانه بيسوع المسيح. أعلن إيمانه بالتواضع في حين أن العالم يعظّم الكبرياء. أعلن إيمان بالبراءة في حين أن العالم اليوم فقدها. أعلن إيمان بالحياة في حين أن العالم تفنن بأعمال القتل. - الطفله الثانية: كان خلال القداس الإلهي، وكان الإنجيل الأحد الماضي، وبعد ما قرأت الإنجيل كنت على يقين أنهم لم يفهموا شيئاً. شرحت لهم الإنجيل من جديد، وسألتهم نفس السؤال الذي سأله يسوع لليهود، ماذا سيفعل الأب بهؤلاء الكرامين بعد ان قتلوا ابنه؟ كان جوابها أن الأب قدم ابنه من اجل هؤلاء الكرامين. صدمتني، وفكرتها مش فاهمه شو عم تحكي بحكيلها ليش يقدم ابنه؟ اجابت بكل بساطه، لانه الله حياة. رفعت بنت ثانية وقالت لي، ابونا مش أي حياة، حياة ابدية. اليوم بقداسنا، وضعنا نية جميع العاملين في حقل التعليم المسيحي، نعم بحاجة نصليلهم، حتى بالفعل يبشروا بيسوع المسيح كل هالأطفال العطشى ليسوع، مغامرة رائعة جداً، اكيد اكتشفتهم انه في كتير من الأوقات الأطفال عم يبشرونا ببساطة عن يسوع. قدموا يسوع لأحباء يسوع. اليوم كمان بقداسنا وضعنا نية العذراء سيدة الوردية: صلاتنا اليوم من أجل رهبنة الوردية المنشرة في العديد من الدول العربية، حتى العذراء تمنحهم جميع النعم والبركات السماوية حتى يشهدوا ليسوع بمحبتهم وتضحيتهم وبقداسة حياتهم، وبننتظر قريباً إعلان قداسة الأم المؤسسة الطوباوية ماري ألفونسين، خلال قداس تطويبها حدثت معجرة شفاء بشفاعتها وكأن السماء وقعّت على قداستها مسبقاً. قراءات اليوم: القراءة الأولى والإنجيل تتحدثان عن نفس الموضوع، وأريد أن أتوقف معكم عند بعض النقاط التي ممكن أن تساعدنا على فهم رسالة الله لنا اليوم في هذا المساء. 1. الله سيحضر مائده لكل الشعوب، علينا ان ننتبه جيداً لهذه الكلمات. إن جميع الشعوب ستكون على نفس المائدة. قرأت جملة عن إنسان اليوم، استطاع إنسان اليوم المعاصر، أن يطير بالسماء كما يطير العصفور. استطاع ان يسبح بالبحار كما تسبح السمكة، لكنه لم يستطيع الى اليوم أن يسير مع أخيه الإنسان كإخوه وكأخوات. الله يدعونا اليوم وهذه هي رسالة يسوع أن ننظر للإنسان بأنه هو خليقة الله وهو مخلوق على صورة الله ومثاله، وهو موضوع محبة الله التي ظهرت في يسوع المسيح. وأنا مدعو أن أحبه وأحترمه بالرغم من لونه ودينه وعرقه. فهناك مائدة سماوية ستجمعنا في يوم ما لا يعلم به الا الله وحده. 2. هذا اليوم هو يوم فرح بامتياز، فالله سيسدد كل احتياجاتنا من طعام ليقوي أجسادنا، ونبيذ ليملأ قلوبنا بفرح السماء، وسيدمر كل اشكال الموت في حياتنا، وسيمسح من عيوننا كل دمعة. هل في يوم من الأيام اختبر هذا الإله القادر كلي القدرة أن يسدد كل احتياج لي، أن كان احتياج مادي أو روحي، هو الإله القادر ان ينشلنا من سقطاتي، القادر ان يشفي جراحاتي الروحية والجسدية، وهو قادر على أن يعزيني، ويزرع في قلبي سلاماً لا يفوق سلام العالم كله. الإنجيل المقدس يوضح مشكلة الإنسان مع الله: الله يحضر كل شيء، يرسل رجال لتكون الدعوة لك شخصية. وهنا جواب الإنسان، الإبداع في خلق الأعذار. مشغول، مش فاضي، مريض، تعبان، مكسل، نسيت، الأولاد مزعجين بالكنيسة ما بيعرفوا يقعدوا بالكنيسة، انا بصلي في البيت. عندما افكر، بهذا المثل، تأتيني صورة رجل يدعو الجميع لعرس ابنه، وقام بتحضير كل شيء، والصدمة انه لم يأتي أحد والأدهى من ذلك، انهم قتلوا من يحملون كروت الدعوة، أي أنهم قتلوا الداعي نفسه. وهذا للأسف ما زل موجود اليوم، هناك اشخاص من قتلوا ارواحهم، عندما انفصلوا عن الله. لا تسمحوا للعالم أن يغريكم بموائده ليمنعكم عن المائدة الذي أعدها الله لك هو بذاته. - صور الرجل الذي ليس عليه حلية العرس. يمكن نشعر للوهلة الأولى أن هذا الرجل مظلوم، لم يكن لديه الوقت الكافي ليحضر نفسه لكي يحضر العرس. هذه هي النقطة الجوهرية. ليس لنا أن نعرف الأزمنة والأوقات، علينا أن نكون دائمين مستعدين الرب. لابسين ثوب القداسة في وسط هذا العالم ولا نسمح للعالم ان يشوه جمال ونقاء ثوبنا. سأل القديس دون بوسكو أحد تلاميذه الذي كان يلعب كرة سلة، ماذا لو عرفت أن بعد ساعة ستموت. كان جوابة التالي: بكمل ألعب كرة السلة. القديس بولس يعطينا خبرته اليوم، لقد احسنت العيش بالجوع وبالشبع. وهذا كله بفضل يسوع المسيح، كم من شخص لا يحسن العيش وهو شبعان؟ ولا يحسن العيش وهو جائع! السبب ببساطة جداً، لأنه بعيد عن يسوع أو أن يسوع مرفوض من حياته. استطيع كل شي بيسوع المسيح الذي يقويني. هو الله الذي يقويني أمام العالم الذي يضعفني. هذا هو الفرق افهموا خط الحياة.