موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٠ مارس / آذار ٢٠١٩

من صومك أعطِ غيرك

بقلم :
تيمور العوابده - الأردن

من أيام وجيزة بدأنا من جديد مسيرة جهادنا الروحي، بدأنا زمن الصوم الذي فيه يجب التخلي عن الكثير من عادتنا التي تلاصق حياتنا اليومية والتي تعتبر جزء لا يتجزأ من تلك المسيرة التي نعيش. تبدأ المسيرة وتبدأ معها التوصيات لعيش التقوى والتواضع وعيش الإنجيل المقدس، كما يعطينا من تعليمات تحثنا لأن نكون أقرب إلى الآخر لنجسد قيم العطاء وقيم المحبة الاخوية التي نوصى بها وخلاف لذلك، فإننا نعيش مشهد روتيني يتكرر كل عام نبدأ به بعيش لربما مسرحية أبطالها ممثلون يحملون وجوها برئية، ولكن قلوبهم تشوهت وأفرغت من بذار المحبة التي لا تنظر إلى الآخر كإنسان وتقبله كما هو. لذا الصوم نظرة محبة، ونظرة تسامح، نظرة وفاء، نظرة أمل تزرعها في درب الآخر الذي ضلّ الطريق وتاه هناك في أرض قاحلة ليس فيها من حياة. فمعاني الصوم إن بحثت عنها في ذاك العمق الروحي تجد فيها الكثير من القيم السامية والمعاني التي تسمو بالمؤمن المسيحي الذي يبحث عن المسيح كمخلص لحياته من خلال تلك المسيرة وتلك الأيام المقدسة التي فيها نتجدد بالنعمة ونمتلىء بالمحبة ونثبت أكثر على الإيمان لنقوى على حمل الصليب لنصل إلى جلجلة الفصح وجلجلة الإنتصار على ضعفنا. لذا من هنا علينا أن نجعل الصوم عطاء لغيرك من محبتك وإنسانيتك وتواضعك فتنعش آماله التي تلاشت في عالم اللانسانية وتعينه شيئا يسيرا من حياته المثقلة بتلك الهموم وتحديات الحياة المريرة التي يعيش، فليس بالضرورة أن تعطي مالا أو تجمع ما تجمع لتعطيه في نهاية الزمن المقدس فمصيرها تلك التي جمعت الإنتهاء لكن ثق بأن ما تعطيه من قلبك بمحبتك وإنسانيتك وصدقك لن يزول أبدا فسيبقى علامة لها قيمتها وأثرها في تلك النفوس التي بامس الحاجة لك اليوم. فعش صومك مع غيرك بمحبة صادقة لربما هذا يكفي من حفنة من الأموال لتعيش الأنجيل كما يجب بمظامين أكثر نفعا لحياتك.