موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٧ مارس / آذار ٢٠١٣

مشروع التخرج من الحياة

بقلم :
الأخت رانيا خوري - الأردن

الهي... ما معنى حياتي إن لم تكن أنت غايتها؟! حياتي مشروع سلمتني إياه يوم خلقتني... وجعلت لي أزمنة موقوتة، وأمكنة محدودة، لأبحث عنك... لعلي أتحسسك واهتدي إليك ، مع أنك غير بعيد عني. وفي خضم تجاربي الميدانية أكتشف أن فيك حياتي... وحركتي...وكياني (أعمال17) الهي... أنت تعلم أن دافعي العميق هو أن يكون مشروع حياتي بحسب الخطة التي رسمتها لي، غير أني لا أخفيك شعوري أحياناً بالفشل... فكثيراً ما اردد مع عبد الله المتألم: "إني باطلاً تعبت وسدى وعبثاً أتلفت قوتي، إلا أن حكمي عند الرب و عملي عند الهي" (أشعيا 49:4) آه، يا الهي... ضبابية هي الرؤية الآن... وأنت لم تكشف لي بعد لحظة تسليم المشروع.... ولم تطلعني عن اللحظة التي ستدعوني فيها لمناقشته في قاعة عدلك ومحبتك الرحيمة. فأرجوك... هب لي روحك القدوس... روح الحق الذي يرشدني إلى الحق كله لئلا تتمكن صعوباتي يوماً من اغتيال أمالي... أما الآن... وبالرغم من ضبابية الرؤية، سأجتهد بالبحث وأجدّ بالميدان: مرجعي الأساسي إنجيلك، وياله من مرجع عظيم! يا له من موسوعة حب جنونية! سأستشير سير القديسين... مشاريع طلابك المجتهدين الذين حصلوا على أعلى درجات الامتياز في مختلف تخصصات الحب وفنونه الإلهية، ففازوا بلقب ملافنة الحب. أما في صفحات التوثيق فسأعدك بأن أُكثر من صور الحب الواقعية تلك التي تبدأ من أصغر الأمور. الهي... هب لمشروع حياتي أن يكون مميزاً، تماماً كما أردته أنت، حتى أنال لحظة تخرجي من هذه الحياة حظوة في عينيك، فاهتف مع بولس الرسول ساعة استلامي الشهادة من يديك: "أتممت شوطي وقد أعد لي إكليل البر".