موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٥ ابريل / نيسان ٢٠١٩

مسيرتنا نحوك

بقلم :
جورج عصفور - الأردن

ها قد آن الأوان لنصل إلى نهاية الطريق، طريق آلالام طريق الجلجلة، فهو طريق ممتلئ بالصعوبات والعثرات، طريق مسيرته قد لا نحتملها حتمًا، وبصومنا المقدس هذا قد جعلنا أبناء للنور، فينبوع الحياة عندك أن نعاين النور بنورك، فنحن اليوم في حياتنا إبتعدنا عنك وضللنا بطريقنا إليك، كم هو مؤلم عندما نكتشف ذواتنا! وكم هو مؤلم عندما نكتشف من نحن! فإلى أين سنصل حتمًا! وما هو هدفنا وما هي خطتنا تلك التي من خلالها سنصبح شهودًا أمناء لك يا رب؟ فبصومنا المقدس هذا قد لا ندرك معناه الحقيقي، إلا عندما نقترب من الأسبوع المقدس، فبعضنا قد لا يهمه ذلك الأمر والبعض الآخر قد يأخذ معناه الحقيقي فقط من أجل الحفاظ على صحته "الريجيم" والبعض يصوم ليظهر نفسه صائمًا أمام الآخرين. "وأما أنت فمتى صمت فأدهن رأسك واغسل وجهك"، أما عن العهد القديم إلتزم شعب الله بالصوم كعلامة على تمسكهم بالله وتعبير منهم عن خضوعهم لسلطانه وتذللهم أمامه عربون محبة وطاعة له، فبصومنا أيضًا يبين لنا الرب أهميته في حياتنا حتى تنكشف لنا مدى علاقتنا معه. فابتدأنا من هنا نظهر بأنفسنا من نحن؟ فكيف لنا الآن أن نسير بحسب خطاك يا رب. فمثالنا الأعلى وقدوتنا في الصيام هو السيد المسيح نفسه "فبعدما صام أربعين نهارًا وأربعين ليلة جاع أخيرًا". بالإضافة إلى كون الصوم مفتاحًا أساسيًا للتفرغ من كل المشاغل والروتين وأمور الحياة اليومية (حتى الطعام) للانصراف إلى الصلاة، فبصلاتنا قد تجمعنا لنصل الى محبتك التي من خلالها فديت بنفسك من أجلنا على خشبة الصليب. فهل لنا نحن اليوم أن نفدي بأنفسنا من أجلك؟ فمسيرتنا إليك لم تنته بعد، وطريقنا نحوك سندرك من خلاله من هو قائده، فهل أنت هو قائده؟ فلننهض إذن ها قد حان الوقت للوصول لنهاية الطريق، أما عن عالمنا اليوم فمحبتنا تلك التي أوصيتنا بها قد ينحدر مفهومها نحو العنف والكراهية والحسد، وقد تؤدي بنا لأمور كثيرة أخرى مثل الإنتحار، كل هذا قد يبعدنا عن معرفة تلك الحقيقة التي هي عندما تواضعت أمام تلاميذك عندما غسلت أقدامهم، نعم فنحن نسير ولكننا لا نعلم الى أين نسير، وأين هي طريقنا. فبالصوم والصلاة قد نبارك بهما حياتنا ويضئ وجهنا بنورك أنت يا رب. ذلك النور الذي من خلاله سيشع بهجة بحبك. عندئذ نستقبل فصحنا المجيد بكل الحب، ولنهنئ به أنفسنا على قيامتك المجيدة.