موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٥ يوليو / تموز ٢٠١٣

محبتي وتحيتي لكاهن رعيتي الاب رفعت بدر

بقلم :
بسام دعيبس - الأردن

"اعطنا يا رب كهنة قديسين كي يقدموا الذبيحة الالهية حتى انتهاء العالمين" تحيتي ومحبتي الى كاهن رعيتي، شكري وعرفاني من قلبي ووجداني، الى قدس الاب رفعت بدر لما بذله في كنيسة القديس يوحنا دي لاسال ( الفرير ) في جبل الحسين بعمان، والرعية من خدمات وتفاتي، امتدت على مدار ثلاث سنوات، انقضت بسرعة شانها شان الاوقات السعيدة التي تنتهي عادة بسرعة لحلاوتها دون ان نحس بها. على رتبة ملكيصادق رسمت كاهنا لكي تخدم لا لكي تحكم، وعملت في حقل الرب في اكثر من بلدة ومكان في الاردن الغالي الذي لطالما صليت له ولسلطاته الحاكمة، الى ان جئت لكنيستنا ورعيتنا، فكنتت كاهن الرب الامين، وخادم الرعية الوفي، ومثال العطاء السخي، فكانت خدمتك متميزة سواء على مستوى الكنيسة او الرعية، فقد جعلت للقداس الالهي رونقا، وادخلت للصلاة بهجة، واصبحنا نصلي كل عيد وكل اسبوع متلهفين للقدوم للكنيسة، لملاقاة الرب يسوع، الذي طالما جذبتنا اليه من خلال صلاتك المفرحة، وعظاتك الروحية العميقة، وتفاعلك الحي، وفي كل مناسبة دينية مع جماعات المؤمنين من كل الفئات والاعمار، فقد كنت للاطفال محبا ودودوا، وللشبيبة صديقا ومرشدا، وللكبار اخا وابا وصديقا، كما كان اهتمامك واضحا ومشكورا في معاملة الاخوة والاخوات العراقيين معاملة تليق بهم من حيث دمجمهم بالرعية على قدم المساواة، وبمجلس الرعية، وبالشبيبة المسيحية، وكنت على مسافة واحدة من الجميع. تميزت بحبك للرعية ففتحت للجميع قلبك ومكتبك ودارك، فبادلك الجميع الحب بالحب، وتلك نعمة قل نظيرها في عالم اليوم المضطرب. كل مرة وكل اسبوع كنت اذهب فيه للقداس الالهي، كنت على غير العادة، اذهب بفرح وشوق ولهفة، وليس مجرد عادة او تقليد او روتين، لانني كنت مقتنعا ان في كل مرة وفي كل قداس سيكون هناك ما هو جديد وما هو مفرح، فتارة تجمع المتقدمين الى اول مناولة الى مذبح الرب، وتارة تجمع الشبيبة، وتارة اخرى تجمع من يشاء من الرعية في مشهد جميل وبديع يردون الصلاة الربانية، وكثيرا ما كان يؤم كنيستنا اصدقائك من كهنة وراهبات، ومرنمين ومرنمات، واخوة واخوات من الاردن ومن الخارج، حيث كانوا يلقون اهتماما وترحيبا كنت تبادل الناس الابتسامة والتحية في بداية كل قداس وفي كل عظة، وهذا الامر لم ألفه طيلة حياتي، كنت تنبه للمقبلين على الزواج، وتبارك لهم من خلال التنبيهات، وتقدمهم للمذبح بعد الزواج، وهذا لم اعشه من قبل ايضا، حيث كان تتم التنبيهات بطريقة مقتضبة فقط، كنت تشجع الشبيبة على الالتحاق بالتجمعات المسيحية العالمية، وتقدمهم للمصلين بعد عودتهم، ليحدثوهم عن تجاربهم المثيرة، ومما كان يبعث على الفرح والسرور في النفس، قيامك بتجديد مواعيد المعمودية في ليلة سبت النور بشكل عملي وحي وبتعميد احد الاطفال على مرأى ومسمع وصلاة ومباركة الجميع. كنت تخرج على النص في صلواتك، وتضيف ما هو مناسب وروحي ومفيد، وهذه صفة احببتها، فصلاتنا ما عادت حرفية بل اصبحت حيويه، وكنت تجتهد في تحضير عظاتك الاسبوعية ، وكنت اجد فيها مادة روحية دسمة للعقل والفكر والروح ، لدرجة كم تمنيت ولا ازال اتمنى، ان توزع عظاتك لمن هم معنيون بالوعظ والارشاد والتعليم المسيحي وللمهتمين من المؤمنين وانا منهم. والان وبعد مرور ثلاث سنوات، تغادرنا دون ان تتركنا، لتقوم بعمل اخر يستحق منك الجهد والعطاء، فكما دعيت يوما للعمل في كنيسة الرب، اراك اليوم قد دعيت للتركيز على نشر كلمة الحق، ولتسخير الاعلام من اجل الرب والكنيسة والوطن والكرامة والانسان، واني لأرى رايتك تخفق في العلاء، وكلمتك تشق عباب السماء، وموقع ابونا الذي يشرفني ان اكون احد كتابه، يثبت ويتقدم ويحقق مركزا مرموقا في دنيا الاعلام ويستحق كل الاهتمام والثناء. واستطيع القول ان عالمنا اليوم هو عالم الاعلام الالكتروني، والمركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام باقسامه المختلفة، اصبح يتبوأ مركزا متقدما، وقراؤه اصبحوا على امتداد العالم. واخيرا اشكرك على كل ما قمت به وعملت من اجله في كنسية القديس يوحنا دي لاسال في جبل الحسين، واّخرها المصعد الذي نأمل ان يتم الانتهاء منه قريبا، ولا يراودني ادنى شك با ن افراد الرعية مجتمعين يشاركونني تقديم الشكر والعرفان لقدسكم الموقر، مع التمنيات لكم بالصحة والتوفيق وتحقيق الكثير من النجاحات ، مع محبتي.