موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٨ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٥

متى؟ وعسى! وماذا؟ ولماذا؟

بقلم :
الأب رائد أبو ساحلية - فلسطين

متى؟ "ها أنها ستأتي أيامٌ، يقولُ الرب، أُقيمُ فيها هذا الكلام الصالح.." ولكن متى يا رب؟ وما هو هذا الكلام الصالح؟ في تلك الأيام وذلك الزمان: أنبِتُ لداود نبتاً صديقاً أليسَ هذا النبتُ الصالحُ هو السيدُ المسيح ابن داود؟ الذي يُجري الحكمة والعدل في الأرض؟ في تلك الأيام يخلص يهوذا وتسكن أورشليم في الدعة. ألم يأتي المخلص في ملء الزمان؟ ألم يُجري عمل الخلاص ليهوذا وليس ليهوذا فحسب ولكن لكل شعوب الأرض؟ ولكن أورشليم إلى يومنا هذا لا تسكن في الدعة..! وشعوبُ الأرض تتقاتل "تقوم أمةٌ على أمةٍ" فمتى سيكونُ اللهُ برُّنا؟ متى نفهم النبوءة ونقبل الخلاص ونعمل البر؟ عسى..! عسى أن يُمهِّد طريقنا اليكم الله أبونا ويسوع ربنا، وعسى أن يزيد الرب ويُنمّى محبةَ بعضُكم لبعضٍ ولجميعِ الناس، ويُثبِّتَ قلوبكم في القداسة.. فلا ينالها لومٌ عند إلهنا. ولكن متى؟ يوم مجيء ربنا يسوع المسيح: كيف؟ نسألكم ونناشدكم: أن تسيروا سيرة تُرضى الله.. وتحفظوا الوصايا.. وتتقدموا شيئاً فشيئاً. إذن: السيرة هي مسيرة مستمرة أي صيرورة..! تبدأ ولا تنتهي إلا في الأبدية. ماذا؟ ولماذا؟ وصفٌ غريبٌ عجيبٌ مخيفٌ رهيب.. ستظهرُ علاماتٌ في الشمسِ والقمرِ والنجوم.. ينالُ الأممَ كربٌ في الأرض.. قلقٌ من عجيجِ البحرِ وجيشانه.. تُزهقُ نفوسُ الناسِ من الخوف.. أجرامُ السماء تتزعزع.. حينئذ يرى الناسُ ابنَ الانسانِ آتياً في الغمام في تمام العزة والجلال.. وسط كل هذا الرعب يقول لنا الرب: انتصبوا قائمين وارفعوا رؤوسكم.. يعني لا تخافوا.. لماذا؟ لأن افتداءَكم يقترب.. ولكن يحذرنا: مِن ماذا؟ أن يُثقل قلوبنا السكر والقصوف وهموم الحياة الدنيا.. لماذا؟ لئلا يباغتنا ذلك اليوم كالشَّبك. فما هو المطلوب اذن ايضاً وأيضاً؟ اسهروا مواظبين على الصلاة.. لماذا؟ لكي تكونوا أهلاً للنجاة.. وللثبات لدى ابن الانسان.. صلاة: يا رب هيئ قلوبنا لاستقبالك وازرع فيها القوة والثبات واملأها بالمحبة لك وللجميع الآن ودائماً وحتى الممات ومع صاحب المزامير: دُلَّني يا ربُ على طُرقِك وارشدني إلى سُبلِك هِدايةً إلى حَقِّك اهدني وعلمني أنك أنتَ إلهُ خلاصي. ملاحظة: اعتدت كتابة مقال اسبوعي حول إنجيل يوم الأحد منذ سنوات طويلة، وكنت أكتبه لنفسي بالدرجة الأولى لكي أفهم الواقع والأحداث والأوضاع على ضوء الانجيل والايمان. وكنت أقول: قد يقرأه أحدٌ ويستفيد إذا كان فيه افادة..!! ومع بداية السنة الليتورجية الجديدة، قررت الاستمرار ولكن بتغيير المسار سأكتب تأملات بسيطة وسريعة ممكن أن تكون أفكار أو خواطر وقد تكون خفيفة وساذجة.. ولكنها ستكون "من فيض القلب ومن وحي الخاطر". أرجو أن تعجبكم وتفيدكم إذا كان فيها فائدة...!!!