موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٦ ابريل / نيسان ٢٠٢٠

ماذا يُعلمنا التاريخ من الإنفلونزا الإسبانية حول وباء الكورونا؟

بقلم :
الأب لويس حزبون - فلسطين
وخلقوا طرق جديدة للعيش

وخلقوا طرق جديدة للعيش

 

التاريخ يُعيد نفسه وهو معلم الحياة.

 

في عام 1918 بعد الحرب العالمية الاولى ظهرت الإنفلونزا الإسبانية، وكان سببها نوع خبيث ومدمر من الفيروس الذي تميز بسرعة العدوى. وتقدر الإحصائيات أن حوالي 500 مليون شخص أصيبوا بالعدوى، وما بين 50 إلى 100 مليون شخصًا توفُّوا جراء الإصابة بالمرض، أي ما يعادل ضعف المتوفِّيين في الحرب العالمية الأولى. وكات الغالبية العظمى من ضحايا هذا الوباء من البالغين والشباب، بعكس ما يحصل عادة من أن يستهدف الوباء كبار السن والأطفال والأشخاص المرضى أو ضعيفي المناعة.

 

ويقدم العلماء عدة تفسيرات محتملة لارتفاع معدل الوفيات: البعض يُنسبه الى عاصفة السيتوكين، (أي بروتين سكري يستخدم في عمليات نقل الإشارة والتواصل ما بين الخلايا) والتي تخرب نظام المناعة الأقوى لدى الشباب. والبعض الآخر وجد ان سوء التغذية والمستشفيات المكتظة وسوء النظافة الصحية

 

وفي هذه المناسبة كُتب شعرٌ، وقمتُ بترجمته بتصرف:

 

"بقي الناس في المنزل

وقرأوا الكتب

واستمعوا

واستراحوا

ومارسوا التمارين

وصنعوا الفن ولعب

وتعلموا طرقًا جديدة للوجود

وتوقفوا واستمعوا

بصورة أكثر عمقا

بعضهم تأملوا، وصلوّا

بعضهم التقى بظله

وبدأ الناس يُفكرون بشكل مختلف

وشُفي الناس.

ما عدا الذين عاشوا بجهل

وخطر، بلا ضمير ولا قلب

وبدأت الأرض في الشفاء

وعندما انتهى الخطر

وجد الناس أنفسهم

حزنوا على القتلى

واتخذوا خيارات جديدة

وحلموا برؤى جديدة

وخلقوا طرق جديدة للعيش

وشفيت الأرض بالكامل

مثلما تم شفاؤهم"