موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٤ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٨

لنتقدم من الميلاد بقلوب جديدة

بقلم :
الأب فرح حجازين - الأردن

هلموا الى بيت لحم.. هلموا الى الكنائس.. اتصلت يومًا بامرأة في احدى الرعايا ادعوها لصلاة التساعية. فقالت: اني مشغوله بتحضيرات العيد من تنظيبف البيت وشراء الملابس وتركيب الشجرة... ليس هكذا يتمُ الاستعداد للاحتفال بعيد الميلاد! إذ: - ماذا ينفع أن نلبس الثياب الجديدة وقلوبنا عارية من نعمة الرب؟ - ماذا ينفع ان نأكل جيدًا نهار العيد ونفوسنا جائعة لطعام الله (القربان الأقدس) - ماذ ينفع أن نقوم بواجباتنا تجاه الناس ولا نقوم بوجباتنا تجاه الله! - ماذا ينفع ان ننظف بيوتنا لاستقبال الناس ولا ننظف قلوبنا بالاعتراف لقبول يسوع. إذا كان تحضير المغارة والشجرة في البيت ضروري. إذا كان شراء الملابس ضروري. إذا كان تنظيف البيوت ضروري. هناك شيء آخر أهم ولا يتعارض مع ما ذكرنا، ألا وهو المصالح مع الله ومع القريب بالتسامح وطرد البغض وزرع المحبة. إن ما يريده الرب العبادة الباطنية وليس العبادة الاجتماعية لارضاء الناس. قال الرب على لسان اشعيا عن عبادة الشعب اليهودي: "هذا الشعب يكرمني بشفتيه وأما قلبه فبعيد عني فباطلا يعبدونني". ثم يدعو الشعب إلى توبة القلب: "اغتسلوا وتطهروا وازيلوا شرَ اعمالكم من امام عيني وكفوا عن الاساءه، وتعلموا الاحسان والتمسوا الانصاف، اغيثوا المظلوم وأنصفوا اليتيم وحاموا عن الأرملة" (اشعيا 1/ 16-17). ثم يعد بالمغفرة لمن يتوب: "إنه ولو كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج، ولو كانت حمراء تصير كالصوف". لنتقدم من عيد الميلاد لا بثياب جديدة، فقط بل بقلوب جديدة. لا نحني فقط الرأس والركبة أمام طفل المهد بل أيضًا: القلب والضمير والإرادة، لئلا يقول فينا السيد المسيح ما قاله في الفريسيين: "الويل لكم أيها الفريسيون المراؤن. أنتم اشبه بالقبور المكلسة يبدو ظاهرها جميلا وأما باطنها فممتلىء من عظام الموتى. وكل نجاسة وانتم كذلك تبدون في ظاهركم للناس ابرارا واما باطنكم ممتلىء رياء وفسقًا". إنه يدعونا إلى تطهير الباطن ليكن مثل الظاهر: "أيها الفريسي طهر أولا باطن الكوب والصحفة ليصير الظاهر مثله طاهرًا".