موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٤ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٦

لماذا أنا "هكذا"؟ ولماذا لآخر "هكذا"؟

بقلم :
الأب انطونيوس مقار ابراهيم - لبنان

سؤال يطرحه كل واحد منا ولاسيما عندما يتعرض الفرد منّا إلى ظروف صعبة وقاسية . فمثلاً عندما يصاب أحدنا بمكروه نتسأل لماذا أنا أصيبت بهذا وغيري لا؟. هل فكر أحدٌ منا أنه مِنَّ الممكن أن يتلقى الجواب على سؤاله لماذا أنا؟ فيقول له الأخر ولماذا لم تكن أنت؟ إن الجواب على مثل هذه التساؤلات ليس بالأمر السهل ولكن على كل واحد منا أن يقف مع ذاته ويتأمل في ظروفه وظروف الآخرين أيضًا ولاسيما في الحالات الصعبة. فغالبًا ما ينظر الواحد منا إلى الشخص الآخر ويتطلع الى ناجحه وتقدمه بنظرةٍ كلها إعجاب وبرغبة في أن يكون مثله ويصل بنا الأمر الى التضرع لله كي يمنحنا أن نكون مثل الأخر الناجح وهذا ليس عيب. ولكن عندما يقع أحدنا في مشكلة أو ظرف طارىء صعب يشعر حاله بأنه غير قادر على احتماله، فإنما يتوجه باللوم إلى الله ويسأله لماذا اخترت لي هذا هذا الأمر أو ممكن الشخص الأخر يتوجه له قائلاً ربما أراد لك الله أن تكون مثال ونموذج للآخر فيما تمر به من ظروف. وقرارة أنفسنا من الداخل تكثر لدينا الإدانة فنقوم بدراسة الآخر دراسة دقيقة وتفصيلية لإيجاد أسباب ومبررات لوقوعه في هذه التجارب القاسية، والأخطر من ذلك هو إنه نصف انفسنا أحيانًا بالمميزين وذوي الصفات الحسنة والتي نتوهم إننا أبرياء ولا يمكن لنا أن نقع في مثل هذه التجارب القاسية. الحقيقة لو أن كلُّ واحد منَا نظر قليلاً إلى وضعه وفكرّ بشكل إيجابي دون أن يلقي باللوم على الآخر لا بمديح ولا بذم وسأل نفسه قائلاً ولماذا لا أكون أنا؟ على أي واحد منا يواجه مثل هذه الظروف القاسية سواء المعاناة من أمراض خبيثة أو فشل في زواج او في مشروع معين أن نظر الى الله ويتكلم معه شاكراً له ما يمر به "شاكرين كل حين"، "فلنشكر الله الرحيم أبو ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع واهب الخيرات وصانعها، نشكره على كل حال ومِن أجل كل حالٍ وفي كل حالٍ لأنه سترنا وساعدنا وحفظنا وأنعم علينا وأعضدنا وسترنا وأوصلنا الى هذه الساعة". علينا إخوتي أن نتحدث عن عظائم الرب "عظمية وعجيبة هي أعمالك يالله كلها صعنت بحكمة " فالسموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه". دعونا، نرفع الصلاة شاكرين الله الذي جعلنا اهلاً لهذه الحالة، وليعطينا النعمة والشجاعة لنعترف ونقر بحالتنا أيًا كانت. ونقول لماذا لا أكون أنا مدعو من الله أن أحمل درسًا ورسالة منه للآخر ولو عن طريق الألم أو الفقر أو المعاناة أو المرض أو الغنى الروحي أو النجاح. علينا أن نتعلم جيدًا ما علمنا إياه يسوع المسيح في الصلاة الربية "لتكون مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض". ولنتذكر إن الله هو دائمًا وأبدًا أمين في وعده وصادق وقال: لا تخف يا إبني فتقوا وتشجع لأني فديتك. نصلي للرب قائلين يارب لا تدخلنا في التجارب ولا تسمح أن يتسلط علينا الشر بل خلصنا من الشرير ومن طرقه الملتوية وإجعل لنا يارب من كل تجربةٍ مخرج. ولنتذكر قول الرسول بولس إلى أهل كورنثوس "لا تتذمّروا كما تذمّر أيضًا أناس منهم فأهلكهم المهلك... من يظنّ أنه قائم فلينظر أن لا يسقط. لم تصبكم تجربة إلا بشرية. ولكن الله أمين الذي لا يدعكم تجرّبون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا" (1كور10:10-13).