موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١ ابريل / نيسان ٢٠١٥

كمسكين ملقى على عتبة القلب

بقلم :
الأخت رانيا خوري - الأردن

كان رجل غني يلبس الأرجوان والكتّان الناعم، ويتنعم كل يوم بأفخر الولائم. وكان رجل مسكين اسمه لعازر مطروحاً عند بابه تكسوه القروح. وكان يشتهي أن يشبع من الفتات المتساقط من مائدة الغني، غير أنّ الكلاب كانت تأتي فتلحس قروحه" (لوقا 16: 19-31) بمحبتك خلقتني، بفيض نعمتك أغنيتني، وكسيت نفسي بأجمل الحُلل. "أعددت مائدة أمامي تجاه مضايقي". (مز 23: 5) "من لباب الحنطة أشبعتن... "وكأسي ريّة"... (مز23: 5) غير أني كثيراً ما أنسى أنك ربُّ البيت، وبأنك سيد المائدة، وضيف النفس اللطيف في الوقت عينه! تتجلى لي اليوم يا يسوع بصورة شحاذ مسكين، ملقى على عتبة أبوابي... مستعطٍ له وجه ألعازر المسكين، الملقى عند باب ذاك الغني المتسربل الأرجوان والكتان الناعم، والمتنعم كل يوم بمأدبة فاخرة. سامحني فكثيراً ما ألقيتك على عتبات نفسي الخارجية بإهمالي وقلة اكتراثي... صممت أذني عن سماع صوتك بصرخات المتألمين والمظلومين والمنازعين... لم أنتبه لجسدك المثخن بالجراح من جراء خطاياي وإهانات الخاطئين. أراك اليوم يا يسوع بوجه ألعازر المسكين الذي غطت القروح جسمه... بجسمه أرى جسدك المبذول حباً بنا... جسدك المثخن بالجراح "يا من ضُربت من أجل معاصينا، وسُحقت لأجل آثامنا". أراك بوجه العازر الذي كان يشتهي أن يشبع من فتات مائدة الغني... أرى فيه شوقك إلى خلاصنا، ورغبتك العميقة بان نجد سلامنا فيك، وشهوتك بأن تشاطرنا العشاء لنتقاسم وإيّاك كأس الحب الصافي. أمام أبوابنا الموصدة دونك أستشعر رجاءك بأن تحظى أقلها بفتات اهتمامنا، وببقايا الفائض من محبتنا المراقة والمبذولة على توافه الأمور. سامحني لأني كثيراً ما أغربك عن بيتك وأوصد أبواب نفسي دونك يا من أبدعتني ونسجتني في جوف أمي! كيف جردتك من ملكك؟ كيف لم اشعر بأنّات قلبك؟ أُطرق على باب بيتك يا سيد عساني أستفيق من سبات خطيئتي... إقرع، عساي أعود إلى عقلي كي أفتح لك الباب وأضمد جراح جسدك وقلبك الموجوع، وأدخلك إلى عمق أعماقي وهناك تتعشى معي وأتعشى معك. تعال يا العازر الحبيب واتكئ بلا تكلف على مائدة حبي، فقلبي وروحي وكليّ لك. دخل السيد أخيراً هيكله... وهناك في الأعماق، أشرق نور عظيم، فحتى الظلمة أمامك تضيء كالنهار يا شمس البر.