موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٤ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠

قادة التغيير والاصلاح

د. اسمهان ماجد الطاهر

د. اسمهان ماجد الطاهر

د. اسمهان ماجد الطاهر :

 

أن عملية جذب القادة والاحتفاظ بالموهوبين فن على الشركات اتقانه من أجل مواكبة البيئة المتغيرة والتطورات التكنولوجية المتسارعة، فوجود قادة جيدين في بيئة عمل مفتوحة تمكنهم من التعبير عن آرائهم بحرية والتعامل بالاحترام مع الأخرين هو ما يضمن نجاح مبادرات الإصلاح.

 

الادارات السيئة هي من يجعل القادة والموهوبين يتآكلون من أي منظمة فهم يعملون على محاربة أي شخص جيد أو منافس لهم. هناك العديد من الادارات السيئة المتلاعبة والخادعة، وغالبا ما يكون اجتثاثها والتخلص منها تحدياً.

 

في بيئة العمل في الأردن هل تستطيع المنظمات المحافظة على القادة ومن يملكون إرادة التغيير والقدرة على اتخاذ القرارات الابتكارية! تساؤل يحتاج الى مناقشة وغوص في صفات القادة وما يواجهون في بيئة العمل.

 

كم نحن بحاجة الى قادة قادرين على التأثير في الآخرين ودعمهم للعمل بحماس نحو تحقيق الأهداف. قادة يعملون بجد من أجل حفز الأخرين نحو تحقيق الأهداف التي توضع، يعملون وفق رؤية استراتيجية واضحة.

 

كم عدد القادة القادرين على استخدام أساليب قابلة للتطبيق والتكيف مع الظروف وإحداث فرق في تغيير اتجاهات الناس وطرق التفكير بشكل مختلف. في واقع الأمر يوجد صلة بين القيادة القوية وثقافة الوضوح والاهتمام ومساعدة المرؤوسين على التطور وتحقيق الأهداف والنجاحات الشخصية. جميعنا يعرف أن القادة مختلفون عن المدراء، على الرغم من أن القادة بحاجة إلى مهارات الإدارة. أن إحد أهم التحديات التي يواجها القادة هو القدرة على التعامل مع الضغوط والتحديات والازمات وأن يكونوا جزءًا من رؤية الغد بنفس الوقت.

 

فرانسوا غوتييه، كاتب وصحفي فرنسي يقول إن الغموض يمكن أن يكون سببا أساسيا في تراجع القادة. إن وضوح اتجاه القائد والأهداف هو ما يضمن التحرك في الاتجاه الصحيح. ليس من المهم اتخاذ قرارات صعبة لنقول إننا أمام قائد ناجح، الأهم كيفية إبلاغ القرارات في طرق بسيطة وبعبارات يفهمها الأفراد بسهولة ووضوح.

 

أن أحداث الإصلاح والتغيير يحتاج قائدا استثنائيا، يملك صفات الأصالة، والثقة، والعمل بابتكار. القائد العظيم لا يفعل عمل عشرة أشخاص بل يعلم عشرة كيفية القيام بالعمل. لقد أثبتت التجارب وقصص نجاح القادة أن الكفاءة والرحمة والتعاطف والصدق ووضوح التعامل تساعد على أحداث فرق في نجاح برامج العمل وتحقيق الأهداف.

 

العديد من الدراسات الحديثة في الدول المتقدمة صناعيا وتكنولوجيا أظهرت أن الشركات الناجحة والتي تتفوق بشكل كبير على نظيراتها من حيث الربحية الاقتصادية تعمل على اتباع ممارسات تطوير القادة وتمكين من يملكون صفات القادة من الجنسين من الظهور في المجتمعات من أجل حمل نبراس التغيير والإصلاح والتطوير.

 

(الرأي الأردنية)