موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٨ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٩

فولدت ابنها البكر

بقلم :
المطران كريكور كوسا - مصر

مريم العذراء والدة الله الفائق طهرها ولِدت سيدنا يسوع المسيح الكلمة المتجسد وامتازت بفضائل سامية ومقام رفيع جعلها فوق الخلائق السماوية والارضية، لأنها صارت أمّاً لله وبالوقت نفسه أمّاً لنا نحن اعضاء يسوع في جسده السرِّي الذي هو الكنيسة. ما أجمل ما قاله فيها القديس اغناطيوس الشهيد بطريرك انطاكية: "ايُّ مسيحي حقيقي لا يشتهي أن يخاطب مَن هي ابنة الآب وأمَّ الابن وعروس الروح القدس؟ ولدت وهي عذراء، وأرضعت وهي بكرٌ، ودُعيت أمًا وهي بتول. كما أنَّ ابنها هو سلطان السماوات والارض، كذلك هي، بما انها أمُّهُ، سلطانة السماوات والارض. ولهذا هي حافظة المسيحيين، سند الايمان، برج الرجاء، مينا المحبة، مرشدة الى الكمال، اسطوانة السيرة المسيحية، طهارة الكهنوت، عفَّة الرهبانيات، حكمة العلماء، افراز الرؤساء، امان الملوك، قاهرة الاعداء المنظورين والغير منظورين، شفيعة الخطأة، تعزية الفقراء والارامل والايتام، فخر العذارى وصيانتهم، فرح المتضايقين والحزانى، الكنز الذي يغتني منه كلُّ محتاج". فلنتقدم إليها سائلين معونتها. ولنكن متعبدين لها عبادة صحيحة لتكون لنا شفيعة عند ساعة موتنا. وأنت يا طفل المغارة، الإلهُ المتجسّد، الكلمة المولودُ من الآب ولادةً لا بدء لها، لقد شاءت رحمتُكَ أن تسكنَ في حشا البتول، إقبلْ صلواتِنا التي نُقَدِّمُها إليكَ، ولا تُشِح بوجهِكَ عن ابتهالاتِ قلبِنا. نسألُكَ بحقِّ ميلادِكَ الطاهر وبشفاعةِ والدتِكَ والقدّيس يوسف صفيِّكَ، أن تجعلَ منّا هياكلَ مقدّسةً تستقرُّ فيها ألوهيّتُكَ، وَاقْشَعْ عن نفوسِنا ظلامَ الخطيئة، واملأها بنورِ النعمةِ والقداسة. + المطران كريكور اوغسطينوس كوسا اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك