موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٩ أغسطس / آب ٢٠٢٠

عند آخر الليل جاء إليهم ماشيًا على البحر

بقلم :
الأخت كلارا معشر - الأردن
عند آخر الليل جاء إليهم ماشيًا على البحر

عند آخر الليل جاء إليهم ماشيًا على البحر

 

أمضى التّلاميذ ليلة صعبة في السّفينة، إذ كانت الأمواج تلطمها لأنّ الرّيح كانت مخالفة لها.

 

وعند آخر الليل، عندما اشتدّ الظّلام وشعر التّلاميذ بالخوف والذّعر والإحباط، عندما أُنهكت قواهم، عندما تعبوا من مواجهة الرّياح الّتي تخالف سفينتهم وتعاكسها، عندما أصابهم اليأس بسبب قوّة الأمواج الّتي كانت تلطم سفينتهم، جاء الرّبُّ يسوع لنجدتهم ماشيًا على البحر.

 

يا لها من صورة رائعة ومشهد عظيم، فالبحر الّذي يهدّد حياتهم والّذي كاد أن يُغرق سفينتهم، أصبح بساطًا حمل أقدام ربّهم وسيّدهم.

 

ما أعنفَ تلك الأمواج الّتي تلطم سفينتنا وما أعند الرّياح الّتي تقاوم مسيرتنا وتقدّمنا؛ قلق، خوف، مرض، ضبابيّة، حيرة، فقر وجوع، وقائمة لاتنتهي جعلت ليلنا يشتدُّ ظلامًا وظلمة...

 

" وعند آخر الليل جاء إليهم ماشيًا على البحر"، وكما جاء إليهم، هكذا سيأتي إلينا...

 

يأتي إلينا في اللحظة الّتي تنفذ من أيادينا الإمكانيّات والموارد، يأتي إلينا بمجده وسلطانه ليدوس بأقدامه كلَّ ما يهدّد حياتنا وسلامنا وفرحنا، يأتي لنصرتنا عندما نكون فقراء فارغين من ذواتنا وكبريائنا، فما علينا إلّا أن نثق به ونثبّت نظرنا عليه، ولا نخاف من التّوجه إليه كما فعل بطرس بشرط ألّا نحيد بنظرنا عنه، لأنّه في اللحظة الّتي نركّز نظرنا على هموم هذه الحياة وصعوباتها وانحداراتها ونترك يسوع،. فإننا سنبدأ بالغرق كما حدث مع بطرس.

 

"يا رب نجّني" صرخات استغاثة أرفعها إليك يا رب من أجل عالمنا المتألم والمجروح، امسك بيدي ربّي ولا تدعني أغرق.

 

أحدًا مُباركًا أتمناه لكم أحبّتي