موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١١ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٠

عمّدنا بالروح القدس والنار

بقلم :
الأخت كلارا معشر - الأردن

"أنتم الّذين اعتمدتم في المسيح، قد لبستم المسيح" إنّ معموديّة الرَّبِّ يسوع وعيد ظهور الرَّبِّ للأمم الوثنيّة، وأعجوبة تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل، تُعدُّ ثُلاثيّة لسرٍّ واحد، هو ظهور مجد الرَّبِّ يسوع. ففي عيد الظّهور (الغطاس)، مريم العذراء أمّ يسوع أظهرت يسوع الطّفل للأمم الوثنيّة المتمثّلة في المجوس، وفي المعموديّة أظهر الله الآب الرَّبَّ يسوع المسيح ابنه الوحيد الذّي سُرَّ به للعالم أجمع، وفي عرس قانا الجليل أظهر الرّبُّ مجده لتلاميذه. معموديّة الرَّبِّ يسوع المسيح حدث مهمٌّ في حياته، فهي بداية رسالته وحياته العلنيّة. عند اعتماده تكرّس يسوع لرسالته وتمّ تفويضه من الآب للقيام بها، ومُسِحَ من الرّوح القدس الّذي حلّ عليه على شكل حمامة. إنّ الرّبَّ يسوع - حمل الله الّذي يحمل خطيئة العالم- ليس بحاجة إلى معموديّة، ولكنّ تواضعه ورغبته أن يكون مثلنا جعله يعيش شبيهًا بنا في كلِّ شيءٍ ما عدا الخطيئة، وبمعموديّته فُتحت السّماء، الّتي كانت أُغلقت بسبب خطيئة آدم وحواء. إنّ معموديّة يسوع تدعونا لنتذكّر معموديّتنا، فنحن أيضًا عندما نلنا سرَّ العمّاد تكرّسنا وأصبحنا أبناءً لله بالتّبني، ونلنا الرّوح القدس، وأصبحت أجسادنا هياكل له. بالمعموديّة نستردُّ الصّورة الحقيقيّة الأولى الّتي خُلقنا عليها قبل أن تتلوّث بفعل خطيئة أبوينا الأولين. فيا من تعمّدت في نهر الأردنِّ عمّدنا بالرّوح القدس والنّار. وبهذا العيد نختتم الزّمن الميلادي لنعود إلى الزّمن العادي من السّنة الليتورجيّة أ. أحدًا مُباركًا أتمنّاه لكم أحبّتي