موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢١ مارس / آذار ٢٠٢٠

عظيمة هي الأم

بقلم :
تيمور العوابده - الأردن
كل عام وكل أم تنبض بالحياة بألف خير وصحة وسلام

كل عام وكل أم تنبض بالحياة بألف خير وصحة وسلام

 

ما عسى للإنسان أن يقول للأم في عيدها؟ أهو ذاك اليوم من شهر آذار أم سنين العمر هي عيدٌ بالنسبة لتلك التي تشق الهموم وبعزمها تحمل الجبال في سبيل من أعطاها الله في الحياة، هم الأبناء تلك العطية السماوية التي تنتظرها كل إمراة في الدنيا لتحمل لهم في الحياة كل الفرح والسلام ويفنى كل الجمال وكل شيء في سبيلهم تحملهم على راحة اليد لا بل بالقلب وإن كان صغيرا إلا أنه بحبهم كبير وما اكبر قلبها، ليس للكلمات معنى ولا جذور إن لم تحمل اسمها العطر، في ذِكرك تلوح الكلمات في الأفق وتسبح بين أضواء النجوم الخافتة لأن نورك يطغى عليها فيحجب نور القمر، نعم لأنك الأم ولأنك كل شيء.

 

أتسمحين لنا بكلمة؟ أتسمحين لنا أن نخط اسمك في عرش القلوب ووسط العيون لتناظر كل لحظة ذاك الوجه المنير وتلك العيون الغائصة في هموم الدنيا وتلك الوجنات المتسايلة على الوجه من تعب الدنيا وأثقالها؟ نعم ما عسى للإنسان أن يكتب لك! لكن لا بدّ بأن نسطر لك في العيد كلمة، ومهما كانت الكلمات فهي بحقك ناقصة، لكن معناها بك يكتمل، وبك يصبح للشعرِ وزن وقافية، لأنك أنت الشعر وأنت الأغنية وأنت السطر في حياتنا.

 

فاسمحي لي أن أناديك بتلك الأبيات علّها تُسند ظهركِ المنحي من حِمل يفوق الجبال بعلوها، وعلّها تفتح تلك العيون الغائصة في بحر من الدموع وتمسك بيدك بدلٍ من عكازةٍ تدرجين بها على طرق الحياة الصعبة، وعلّها تلك الكلمات تضلل حياتك بالحب فيكون غطاءك تلك الجفون وفراشك قلبنا الذي قارب قلبك في دقاته حينما كنّا في الحشا فكنّا الأقرب إليك في كل شيء نعم لأنك الأم ما عسانا أن نقول:

 

أنت يا ذاك الوجه المنير

أنت يا حاملة القلب الكبير بك نسطر في الحياة أجمل مسير

أنت يا شمعة الحب أنت يا من تذللين كل عسير

أنت يا درب الحياة الطويل أنت من تسهرين على كل عليل

أنت يا حاملة الأوجاع عنّا في جسمك النحي

أنت الأم وبك التائه عن دربه يلقى الدليل

أنت يا من تزرعين الأمل في الحياة ومعك ليس من مستحيل

أنت يا من تحملين في الحشا روحاً تعانق قلبك دون بديل

ليتها الدنيا ترسم لك في الفن أجمل التماثيل

يا شمس الصباح أنت يا زيت القناديل

يا باب الفرج أنت يا ذاك السبيل

 كل القلوب بك تئن بالحنين

وكل طفل رضيع ينادي أمي حتى الجنين

أنت يا من أنجبت للدنيا البنات والبنين

سألنا العلي القدير ليحفظ حياتك طول السنين

يا كأس الفرح أنت يا رسّامة المبدعين

يا طوق الذهب أنت في أعناق المتيمين

نحن بدونك في الدنيا كأسراب الحمام تائهين

أنت يا من تحملين الهمّ عنّا وبدونك نحن متعبين

على طريق الحب نمشي وعلى هديك سائرين

فرشنا الدروب لك ورداً يا سوسنة الأردنيين

 

يا بيتنا وحصننا يا وردة البساتين، أنت نبضنا، وأنت دربنا لرب العالمين.

 

كل عام وكل أم تنبض بالحياة بألف خير وصحة وسلام، وأنتِ يا أمي لك كل العمر والفرح والسعادة.