موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٦ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠

عثرة المعالي في الظهور الإعلامي

المهندسة قمر النابلسي

المهندسة قمر النابلسي

م. قمر النابلسي :

 

في ظل انتشار وتداول العديد من الفيديوهات لتصريحات ولقاءات سياسيين, مسؤولين وصحفيين والاخفاقات المتكررة, وطريقة تفاعل الجمهور مع هذه اللقاءات, ردود الأفعال عليها, الغاضبة أحياناً والمستهجِنة أحياناً أخرى, وكثرة التعليقات وتضارب الآراء حول  مضمون هذه التصريحات أو طريقة الخطاب والحوارالمتّبع, والتي جعلتها تنتشر كالنار في الهشيم, بالذات في وقت يعاني فيه المواطن ضغوطات وظروفاً قاسية اقتصادية وصحية واجتماعية, لدرجة أن تداولها والتعليق عليها كان السبب في إقصاء (بعض) المسؤولين عن مواقعهم, في زمن أصبح فيه السقوط الإعلامي للمسؤول أمراً متكرراً ومستفزاً وإذا جاز التعبير مفضوحاً مع انتشار مواقع التواصل الإجتماعي.

 

الغريب فعلاً أنها ما زالت تتكرر وفي كثير من الأحيان للمسؤول نفسه, وممن يتبوأون المناصب المختلفة, وممن أصبحوا يطلّون علينا من خلال وسائل الإعلام بشكل متكرر خاصة في ظل الجائحة سيئة الذكر كورونا,  المفروض أن لا يلدغ المؤمن من ذات الجحر مرتين, ما المانع من أن تتعلم من تجربتك, وما المانع أن تتعلم من تجارب الآخرين, كما يقال : الشاطر يتعلم من كيسه والأشطر يتعلم من كيس غيره, والفطن من اتعظ بغيره.

 

 وهنا أتحدث بصفتي مدربة مهارات حياتية أقول أن الظهور الإعلامي فن ومهارة الإلقاء والحوار ومخاطبة الجمهور مهارة سواء من خلال الإعلام أو بشكل مباشر, وحين نقول مهارة تعني سلوكيات وتصرفات يمكن تعلمها واتقانها مع الوقت.

 

هي مهارة تساعدك على تنمية وصقل قدرتك على صياغة الكلام باسلوب مناسب,أسلوب يُمكّنك من التأثير في نفس المخاطَب, فن مشافهة الجمهور للتأثير عليهم واستمالتهم, وهو أحد مفاتيح النجاح بالإضافة للعديد من المهارات مثل مهارة إدارة الغضب, وضبط النفس, الحوار الناجح ,الاتيكيت, و كيف تكون صاحب شخصية كاريزمية, والتي يجب على كل مسؤول وكل من أختار أو قَبل أن يتبوأ منصبا عاما أن يتعلمها ويتقنها,  يقال من السهل أن تجعل شخصاً يحبك لكن من الصعب أن تجعله يستمر بذلك, أنا أقول من السهل -خاصة مع وجود واسطة –أن تستلم منصباً لكن الصعب الاحتفاظ به وأنت تستحقه, والخروج منه بسمعة طيبة, أشهر الرؤساء والقادة والأشخاص المؤثرين في العالم لديهم أشخاص متخصصون في هذا المجال لتعليمهم وتدريبهم على هذه المهارات, لدورها الكبير في تحديد نجاحهم أو فشلهم .

 

اختيار الكلمة, نبرة الصوت المقبولة والمؤثرة, لغة الجسد وتأثيرها الكبير, طريقة الجلوس, تعابير الوجه, الايماءات, حركة اليدين وغيرها الكثير, قد تحدد نجاحك ودرجة قبولك عند المتلقّي , ربما مسؤولونا غير معنيين بهذا الأمر بتاتاً لأنهم على ثقة من أنهم رغم كل الإخفاقات وربما الحماقات والتصريحات التي لا تحترم أحياناً عقل المواطن وعلمه وثقافته, والاجابات المستفزة في كثير من الأحيان على أمور مهمة تمس حياة المواطن, صحته, ولقمة عيشه, باقون رابضون على صدورنا, ملتصقون بكراسيهم, بينما في دول أخرى التصريحات غير المسؤولة  تقيل مسؤولاً وتسقط حكومات .

 

نصيحة والنصيحة قديماً كانت بجمل, احرص قبل أي ظهور اعلامي أو لقاء مباشر على عدة أمور منها  تحضير النقاط المهمة التي ستتكلم عنها اكتبها وتأكد من أنها واضحة ومباشرة وادعمها بالبراهين والأدلة ما أمكن, توقع الأسئلة الممكن طرحها مهما كانت محرجة أو مستفزّة وكيف من الممكن أن تجيب عليها بطريقة ذكية مع اشعار الآخر بالاحترام مهما كان الاختلاف بوجهات النظر, ودرّب نفسك على ضبط النفس والتحكم بانفعالاتك, كن ليّناً متواضعاً ولا تنس الابتسامة والتواصل البصري, ولتتقن فن الإنصات فهو من أهم أسرار النجاح.

 

(الأول نيوز)