موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٢ ابريل / نيسان ٢٠١٧

طوباكِ يا كنيستي القبطية

بقلم :
مايكل عادل ماركو - المجر

طوباكِ يا كنيستي القبطية بعريسك السماوي طوباكِ لأنك بنُيت على إيمان سيدك المسيح. طوباكِ فكلما زادت المصائب والمصاعب ازددت صلابة. طوباكِ لأنك تزدادي لا عدادًا إنما قلوبًا مشتعلة بالإيمان. طوباكِ لأنك انتشرتِ وتقويتِ بفضل شهدائك. طوباكِ لأنك باقية، لا على الأرض، إنما في قلوب المؤمنين. طوباكِ لأنك باقية خالدة، لا على الأرض، إنما في السماء. طوباكِ لأنك مستمرة في جهادكِ الذي لا يفهمه قاتلو الأبرياء. طوباكِ لأن أبناءك يُهدر حقوقهم بقصد وأنت ثابرة مثابرة. يا كنيستي القبطية؛ تُحرق جدرانك، ولكنكِ صممت على البقاء رغم كل محاولات إفناءك. تري مبانيك تهدم، ورغم ذلك قررتِ الحفاظ على إيمانكِ؛ لما وجدت فيه من غنى وسمو يستحق العناء. طوباكِ يا كنيستي القبطية لأن رؤسائكِ يشتمون ويُهانون، لكنهم مستمرون في قيادتك بإرشاد إلهي، ولكي تعبري بأبنائك من أشد المحن والمصائب لبر الأمان بإيمان. طوباكم يا من حملتم مسؤولية كنيستي القبطية بصبر وتأني، وطوباكم يا من صمتم حفاظًا على أرواح أبنائكم. طوباكم يا من حزنتم وبكيتم، لكنكم أخفيتم مرارة ما في قلوبكم لتصبير أبنائكم الروحيين. طوباكم يا من خضتم حروب إيمانية من أجل تثبيت إيمان ابنائكم في الرعية. طوباكم يا من نهضتم أقوياء بعد كل محنة وهراء. طوباكم يا شهداء كنيستي القبطية؛ على دمائكم أبحرت الكنيسة من عصور عصيبة لبر الأمان، بفضل ايمانكم استمر إيمان كثيرين مما اعمتهم ظلمة المضللين، لقبت كنسيتكم القبطية بأم الشهداء، فمنحتم كنيستكم الأرضية وسام سماوي أبدي. طوباكم يا أبناء كنيستي القبطية فإنكم تُقتلون فتفرحون، تُظلمون فتمجدون، طوباكم يا أبناء كنيستي القبطية لأنكم تعيشون الرغم غياب الأمن والأمان، واثقين في إلهكم. طوباكم يا أبناء كنيستي القبطية لأنه يُتاجر بكم، يقللون من شأنكم، لكنكم قررتم العيش بإيمان. طوباكم يا أبناء كنيستي القبطية لأن قوة إيمانكم يتعجب منها من يكفرونكم ويستحلون دمائكم. يا كنيستي القبطية دماء أبنائكِ ليست رخيصة بل مقدسة، وأرواح بريئة استشهدت لأجل إيمانهم بإله محب، إله محبة حي لا يفهمة أتباع الألهة العطشة للدماء. يا كنيستي تأكدي بأن من يسمح لنفسه بقتل روح خلقها الله، فهو جاهل ولا يعرف أية شيء عن الله، من يتلذذ بدماء أخيه الإنسان لا يصح أن يطلق عليه إنسان، الإنسان هو من يحب ويؤمن، فالحب باقي وأبدي، والإيمان طريق أزلي، فطوباكم يا أبناء كنيستي القبطية لأنكم بدأتم الطريق الأزلي.