موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٢ يناير / كانون الثاني ٢٠١٣

طريق ولا

بقلم :
طعمة جبارة - الأردن

إن في بحثنا عن ماهية رغبتنا والمعرفة العميقة لحاجاتنا ما هي إلا طريقة أخرى لفهم خطة الله في حياتنا، إلا أننا أحياناً نركض خلف رغباتنا ونتمسك في طيف من الأطياف في حلم من الأحلام ونجعله يهيمن على حياتنا ونحاول أن نكيف حياتنا على أساسة وبل نجعله هو الطريق الصحيح ونخلق من حولنا كل الظروف لإقناع أنفسنا ومن حولنا بأننا نسير بالطريق الأمثل. ولكن بالحقيقة وبالعمق هناك شعوربالخوف وأخر بالقلق لأننا نعرف معرفة تامة بأننا نزيف هذا الاختيار ، وحين تتسارع وتيرة هدم هذا البناء نبقى ملتصقين بكل ما حلمنا به ، لا بل نُدخل أنفسنا داخل بوتقة بعيدة عن الواقع الجديد ، لأننا شكلناه من أفكارنا ونرغب أن نسجنَ أنفسنا فيه. فالذي حدث هو أننا وجدنا في هذا الاختيار ما لم نجده سابقا في حياتنا وما كنا نبحث عنه في اللاوعي وما حلمنا فيه ، وهذا يجعل كل قطرة دم فينا تتراكض حتى تحقق هذا الحلم ، حتى نصطدم بالفشل وهو مُقدر فبعيد عن المجاملة إلا أنه هناك فروقات أساسية واضحة للعيان ولمن هم حولنا ، ولكن مرة أخرى ما هو إلا البحث عن تحقيق الطفل الصغير فينا ، ومعركة الحياة وقلة الصبر تنتصر فيكون الفشل !! النجاح والفشل. كلمتان متنقضاتان، الأولى تعطيك الفرح والثانية الحزن، ولكن في المسيح علينا أن نكون أكثر سعادة في الألم لأن بالألم نشارك المسيح الصليب وبالألم تماماً كما بطرس ويوحنا وجدوا الأهانة والأمانة مصدر فرح لمشاركة المسيح، علينا أن نعي لولا الألم لما فهمنا الفرح، يارب نشكرك على النجاحات في حياتنا وبأكثر على الألم لأننا بالتجربة نفهم ذواتنا أكثر، نعم لنكون أبطال في حياتنا نتحمل الحزن كما الفرح، ولكن على الأقل سمحنا للطفل بداخلنا بتذوق هذا الحلم الذي بذلنا الكثير من أجل أن نجعله الأساس، ونسينا أن الأساس هو يارب أكمل الطريق أكمل هذا الجزء من الصورة من حياتنا ،علينا أن نعي أن كل اختبار من الله ما هو إلا أن يجعلنا أفضل ودعني أقول وإن طال زمن التجربة فأنت مميز عند الله!! فنحن لا نعرف جدول مواعيد الله، فهو يمحصك فى نار التجربة لكى يزداد معدنك بريقا ولمعاناً ولولا أنك مميز عند الله... وغالى جداً... ما كان أهتم هكذا بنقاوتك... وبريق معـدنك!!، لكننا نثق ونعلم يقيناً، أننا موضوع اهتمامه الشخصي ورعايته، ولكن يارب أعلم إني كطفل مدلل يفسد ويفسد الأشياء فأصبر علي بحنوك لأني اليوم أنا مثل أشياء متناثرة أشياء حزينة وأصبحت حاداً وكفرط حبوب الرمان لعبت سخافة الأشياء، وانتفضت أنفاسي وألتقطت هروبي وأصبحت لون في تكويني وفرشاة أرسم بها أزهار حمراء، وأعلق صورة المجدلية فليس لشيئ معنى سوى حبك إلهي عنوان خلاصي ، ولكني أفتقد حلمي، وأفتقد هذا الحلم لماذا يذهب بعيدا من أيامنا والليالي معنا وأفتقده وعندما تكون الشمس على يد تلوح في الأفق عند الخروج من الظلام او لضجيج الناس فغدوتُ كما ظل لشيء ما لا شكل له وأفتقده وأستطيع أن أدعي أني أشعر جيداً ولكن أنا الآن أفهم أن ذلك يعني اللهث في الطرقات و المشي حافيا، وأفتقده وفي تلك الابتسامة الرعناء وعند الصبح غدوت أستيقظ على صوت الألغام وهل أستطيع أن أبدأ بحلم جديد، ولكن سأغش نفسي عندما أنظر داخل نفسي سأعرف أني أفتقده. الآن أستطيع أن أعطيك يا حلمي أكثر بكثير اني لك، لك فقط مكرساً ، إلهي ألم أكن أعاملك... تماما كما يجب أن يكون... ربما لم أكن أحبك كفاية... تماما كما كان في كثير من الأحيان يمكن أن يكون أتَذَكرُ الأشياء التي ينبغي أن أقولها ولا أفعلها... لكنها كانت دائما في ذهني، ومن من غيرك اليوم، الجميع أين هم من دونك؟.. ولكني أنا سعيد جدا إن كانت التجارب من تقربني لك، فلتحيا ....قل لي، يارب و أخبرني بأن الحب لم يمت.. أعطني، أعطني فرصة واحدة أخرى.. ولا تذكر رعانتي ولا الأشياء التي ينبغي قولها وفعلها كنتَ دائما في ذهني ومعي... كنتَ دائما في ذهني، واليوم أعلمُ أني بين يديك كلي لك.. فاستقبلني من جديد.