موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢ يوليو / تموز ٢٠٢٠

ذوو الإعاقة لهم حق المزيد من الاهتمام

نيفين عبدالهادي

نيفين عبدالهادي

نيفين عبدالهادي :

 

رأى بها الحاضرون من مسؤولين ووسائل اعلام خطوة استثنائية، وايجابية، متمنين أن تعمم وتصبح نهجا حميدا في كافة المناسبات الرسمية والشعبية والمؤتمرات الصحفية، في ترجمة كلمات المؤتمر أو الحدث أيا كان فحواه بلغة «الإشارة»، لتمكين ذوي الإحتياجات الخاصة من العيش بتفاصيل الأحداث اليومية في المملكة.

 

بادرة ايجابية أقدم عليها ديوان الخدمة المدنية أمس الأول في مؤتمره الذي خصصه لإطلاق خدمات الكترونية جديدة، أضيفت لخدمات سابقة، فكما هدفت هذه الخدمات للتسهيل على المواطنين، هدفت أيضا بادرته في ترجمة المؤتمر بلغة «الإشارة» من قبل إحدى موظفاته لخدمة فئة هامة من فئات المجتمع، ومنحها حق الإستفادة من معرفة تفاصيل عمله وجديده من خدمات وأدوات تسهّل من مهامهم في ديوان الخدمة المدنية.

 

البادرة التي أشاد بها الحضور، وبدأ وزير الإقتصاد الرقمي والريادة مثنى الغرايبه كلمته خلال المؤتمر بشكر ديوان الخدمة المدنية على القيام بها، كانت إشارة هامة بأهمية وضع ذوي الاحتياجات الخاصة على جدول الحدث أيا كان، وأولوية يؤخذ بها عند تنظيم أي مؤتمر أو مناسبة، فوجود مثل هذه المسألة تجعل من منح هذه الفئة الهامة من أبنائنا حقهم الطبيعي أو حتى أبسط حقوقهم في المشاركة بالأحداث المحلية في معرفة تفاصيلها وصولا لأن يكون جزءا من صناعة القرار بشأنها.

 

كثيرة هي الخطوات التي قدمت وتقدّم لذوي الإحتياجات الخاصة والإعاقة قامت بها الحكومة، وأجهزة الدولة المختلفة، على كافة الأصعدة التعليمية والصحية والانتخابية، والإقتصادية، والتوظيفية، والتشريعية، وغيرها، لكن من الأهمية بمكان القول أن الأمر ما يزال بحاجة لمزيد من الجهود، ومزيد من الخطوات التي من شأنها تمكينهم، ودمجهم في تفاصيل الأحداث المحلية بشكل أكثر فاعلية وعملية، ووضع ذلك أولوية، لمزيد من الحقوق التي يجب أن تمنح لهم، وكذلك للإستفادة من مهاراتهم وخبراتهم في قطاعات مختلفة.

 

في بادرة ديوان الخدمة المدنية، رسالة غاية في الأهمية، عمليا نأمل أن نراها في كافة المؤتمرات الصحفية التي تنظّم أو على الأقل المؤتمرات التي تهدف لتقديم مضامين اجتماعية، شعبية، لوضع المواطنين كافة بصورة الحدث، دون استثناءات، والأمر لن يتطلب جهودا كبيرة أو اضافية، أو حتى عبئا على أحد، إذ يمكن تطبيقه على أرض الواقع بكل سهولة، ويمكن أن يخلق فرص عمل جديدة بهذا المجال وقد يخفف من نسبة البطالة بين صفوف بعض المتعطلين عن العمل في بعض القطاعات.

 

واهتمام ديوان الخدمة المدنية بذوي الإعاقة لم يبدأ بهذه البادرة، كونه كان من أوائل المؤسسات الحكومية التي طوّرت خدماتها خدمة لهذه الفئة الهامة، فكان أن جهّز المبنى لهذه الغاية، وليكون صديقا لهذه الفئة، أضف لذلك أنه يضم بين موظفيه (28) موظفا من ذوي الإعاقة وهي نسبة أعلى بكثير من تلك التي حددها القانون، الأمر الذي يعكس ايمان ديوان الخدمة المدنية بهذه الفئة في حال ازيلت العقبات من طريقها.

 

ذوو الإعاقة،  فئة هامة في المجتمع، ودمجهم واجب وطني على الجميع تطبيقه عمليا وليس فقط بالقول، وربما كانت لإشارة ديوان الخدمة نقطة بدء توجه أنظار الإهتمام لهم بشكل أكثر عملية وفاعلية، وربما لكوني صحفية، أرى في وجود ترجمة بلغة الإشارة خطوة هامة ومحمودة لجعلها نهجا في كافة المؤتمرات، لإنصاف الفئة وكونها خطوة حضارية تعكس الإهتمام بهم فعلا لا قولا فقط.

 

(الدستور الأردنيّة)