موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٢ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٤

ذكريات الميلاد في القدس وبيت لحم

بقلم :
أنطون سابيلا - استراليا

في عيد الميلاد نعود ونتذكر ايام الطفولة كيف كنا في الليل ونحن على السرير ننظر من تحت اللحاف لمعرفة عدد الهدايا التي جلبها لنا آباؤنا وامهاتنا! ونتذكر شجرة الصنوبر والزينة المصنوعة في المانيا وليس الصين والمصابيح المصنوعة على شكل نجوم لا تنكسر حتى ولو رميتها على الارض عدة مرات ومغارة الميلاد التي، ويا للمفارقة، شهدت واحدة مثلها في شارع قريب من بيتنا في سيدني، والجلوس مع افراد العائلة وترتيل الاناشيد الميلادية، الاستراليون يفعلونها لكن غالبية المهاجرين نسيوا هذا التقليد الرائع. وفي عيد الميلاد كنا نذهب الى بيت لحم في الليل, وفي اول عيد ميلاد بعد الاحتلال ذهبنا الى بيت لحم في منتصف الليل لكن الجنود منعونا من دخول ساحة المهد فاضطرينا للبقاء قرب مطعم افتيم نبحث عن المشاوي، خاصة واننا شربنا الكثير من النبيذ وكنا بحاجة الى اللحوم. لم نجد المشاوي فما كان من صديقي ابو يعقوب إلا صرخ في وجه الجندي الاسرائيلي: شو هالعيد ما في مشاوي ولا سيخ كباب واحد، حلّو (اي اتركوننا لشأننا) عن الله تبعنا، فما كان من الجندي الا ان صفع ابو يعقوب. وكان عيد ميلاد حقيقي اننا نجحنا في اخذ ابو يعقوب الى القدس مع باقي الاصحاب سالمين وغانمين. اليوم بسطات المشاوي والكباب منتشرة في ارجاء ساحة المهد، لكن ابو يعقوب هاجر وانا هاجرت وصديق لنا استشهد في معركة الكرامة وآخر ما زال في القدس لكنه يرفض الذهاب الى بيت لحم لانه سوف يمر على حواجز الاحتلال وخامس لا نعرف اين هو الان. ثم يحدثونك على صفحات مقدسية عن تغيير اسم رام الله الى (رامله) تحت زعم انه لا يجوز رمي كلمة الله في القمامة مع ان السبب الرئيسي هو "الغيظ" من وجود شجرة ميلادية وسط رام الله. نريد التحرر من الاحتلال ولكن لا نريد ان نتحرر من فذلكاتنا!! كل عام وانتم بالف بخير.