موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٣٠ يناير / كانون الثاني ٢٠١٦

تعليق لا بد منه

بقلم :
مايكل عادل ماركو - المجر

جلب وفاة عروسين في نفس ليلة زواجهما بمحافظة المنيا الحزن على أسرة العروسين ولكل من سمع خبر الوفاة، وبعد الوفاة بساعات انتشر خبر على الإنترنت عنوانه: "رفضت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمحافظة المنيا الصلاة على عروسين لقيا مصرعهما بعد الزواج مباشرة". تعاطف المئات مع المنتقلين، وانتقد العديد موقف الكنيسة. لم يتم الإنتظار لمعرفة خلفيات الحدث! لم يفكر أحد في النية من وراء نشر هذا الخبر بهذه الصيغة! وتدافع العديد من المسيحيين على شبكات التواصل الإجتماعي بتداول هذه الخبر من دون تروي، وفي أقل من يوم تداولت وسائل الإعلام العامة الحدث ووصف أحد الأشخاص -غير مسيحي– "الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بداعش بسبب منعها الصلاة على جثمان عروسين بروتستانت". وبالرغم من أني التزمت الصمت وامتنعت عن التعليق على مثل هذه الأمور، لأن التدين في البلاد العربية أقوى من الإيمان، والعادات تغلبت على الطقوس، إلا أنني وجدت نفسي مدفوعاً بحبي للكنيسة عامة والمسيحية خاصة، بكتابة الخواطر التالي: أولاً: تم كل هذا في أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، وكأنه أختبار لإمتحان محبة المسيحيين تجاه بعضهم، وللأسف سقط الكثير في رجم الأخر بدون تروي، (من منكم بلا خطية...)، وتسابق الجميع في تجريم الطرف الآخر وتبرأة، وتناسوا أننا أبناء مسيح واحد. ثانياً: الكل يدرك أنه داخل كل كنيسة هنالك العديد من العيوب وهي بحاجة إلى التطوير والتغير، ولا توجد أي كنيسة جميع شعبها قديسيين يعيشون على الأرض، إنما كل كنيسة تحتوي على قديسين وخطأة، فلا داعي النظر فقط للخطأة ونتنسى قداسة الآخرين. إذا كانوا أتباع كل كنيسة قديسين وملائكة، ما أصبح هذا حل المسيحية والمسيحيين. ثالثاً: في ظل ما حدث انتقد البعض أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، وتم وصفه بأنه مجرد مظاهر، ربما هؤلاء الأشخاص معهم حق، ولكن لا ننسى أن الجوهر هو الصلاة، فمن يحضر الصلاة ليتظاهر بالصلاة هذه مشكلته هو، الصلاة بمعنها الحرف علاقة بين الإنسان والله فإذا تظاهر الإنسان بالصلاة فعلاقته بالله ربنا وحده من يستطيع محاسبته. وللعلم طريق الاتحاد أو الوحدة ليس سهل كما يعتقد البعض، ولن يحدث كما يتوقع البعض الآخر، ولا أعتقد سيأتي اليوم وتصبح المسيحية كنيسة واحدة وطقس واحد ولغة واحدة، ربما يتم توحيد بعض الأعياد ومشاركة بعض الصلوات بمجهود المخلصين والمؤمنين بوحدة الايمان. رابعاً: أريد أن ألفت الإنتباه بأن لكل مؤسسة قوانينها التي تنظم الحياة بداخلها، فكما يقبل الطالب قواعد المدرسة أو الجامعة ويحترمهما، فيحضر في المواعيد المحددة للمحاضرات، ويدرس لإجتياز الامتحانات هكذا كل شخص التحق بمؤسسة سواء كانت ثقافية أو عسكرية أو دينية يتبع قوانين المؤسسة، وأخص بالذكر المؤسسة الدينية المسيحية (الكنيسة) فلكل كنيسة قوانينها التي تنظم الحياة الداخلية بها، وبداخل الالكنيسة إبرشيات، ولهذا قامت الكنائس بسن قانون "الولاية المكانية" لكي يستطيع كل راعي القيام بخدمته في إطار إيماني كنسي طقسي صحيح. خامساً: الرجاء المحبة بالرغم من كل الاختلافات وتعصب البعض، وجهل البعض للآخر لا نعطي لأنفسنا الحق في تشكيك أي شخص في كنائسنا (وأقصد جميعها) وفي مسيحيتنا، نحتاج أن نظهر المحبة ولا شيء غير ذلك. وألا نعطي الحق لأشخاص في التدخل بشؤون الكنسية. أخيراً هذا مجرد رأي الشخص، ورأي نابع من غيرتي على المسيحية التي يحاول عدو الخير أن يشوها بسبب تعدد كنائسنا. لا أقصد إهانة أي شخص إنما أرغب في كبح جماح عاصفة الغضب المتزايده على الإنترنت، وعدم السماح لأشخاص من خارج الكنيسة بمحاولة تشويه أحد الكنائس، فمحاولة تشويه كنيسة هو محاولة النيل من جميع الكنائس، لا بل من المسيحية خاصة. يا رب احفظ كنائسنا ومسيحيتنا من ضربات عدو الخير، ساعدنا أيها المسيح أن نوحد قلوبنا ونعلن محبتك للآخرين، أيها الروح القدس قدس نيتنا وأعمالنا من أجل مجد المسيح.