موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٤ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠

تذكار القديس العظيم في الشهداء ديمتريوس

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
إنّ المسكونة قد وجدتك أقوى مُنجدٍ عند الشدائد، وقاهراً للامم يا لابسَ الجهاد

إنّ المسكونة قد وجدتك أقوى مُنجدٍ عند الشدائد، وقاهراً للامم يا لابسَ الجهاد

 

الرِّسَالَة 

 

يفرح الصدّيق بالربّ  

استمع يا الله لصوتي

 

فصل من رسالة القديس بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس (2 : 1-10)

 

يا ولدي تيموثاوُسَ، تَقوَّ في النعمةِ التي في المسيحِ يسوع. وما سِمعتَهُ منّي لدى شُهُودٍ كثيرينَ استَودِعْهُ أُناساً اُمناءَ كُفُؤاً لأنْ يُعلِّموا آخَرينَ أيضاً. احتَمِلِ المشقَّاتِ كجُنديٍّ صالحٍ ليسوعَ المسيح. ليسَ أحدٌ يتجنَّدُ فيرتَبكُ بِهُموم الحياة، وذلك ليُرضي الذي جنَّدهُ. وأيضاً إن كانَ أحدٌ يُجاهِدُ فلا ينالُ الإكليلَ ما لم يُجاهِد جِهاداً شرعيّاً. ويَجبُ أنَّ الحارثَ الذي يتعَبُ أن يشتَركَ في الإثمار أوّلاً. إفهمْ ما أقول. فليُؤتِكَ الربُّ فهمًا في كلِ شيء. أُذكُرْ أنَّ يسوعَ المسيحَ الذي من نسلِ داودَ قد قامَ من بين الأمواتِ على حسَبِ انجيلي الذي أحتَمِلُ فيهِ المشقَّاتِ حتَّى القيودَ كمجرمٍ. إلاَّ أنَّ كلمةَ الله لا تُقيَّد. فلذلكَ أنا أصبرُ على كلِّ شيء من أجلِ المختارين، لكي يحصُلُوا هم أيضاً على الخلاصِ الذي في المسيح يسوع مع المجد الأبديّ.

 

الإنجيل

 

فصل شريف من بشارة القديس لوقا (8: 27-39)

 

في ذلك الزمان، أتى يسوعُ إلى كورَةِ الجِرجِسييّنَ، فاستقبَلهُ رجُلٌ منَ المَدينَةِ بِه شياطينُ مُنذُ زَمانٍ طويلِ، ولم يكن يلبَسُ ثوباً ولا يأوِي إلى بَيتٍ بل إلى القبور. فلمّا رأى يسوعَ صاحَ وخرَّ وقالَ بِصوتٍ عظيم ما لي ولكَ يا يسوعُ ابْنَ اللهِ العليّ. أطلُبُ إليكَ ألاّ تُعَذبَني. فَإنَّهُ أمَرَ الروحَ النَجِسَ أن يَخرُجَ منَ الإنسانِ لأنَّهُ كانَ قد اختطفَهُ مُنذُ زَمانٍ طويلٍ، وكانَ يُربَطُ بسلاسِلَ ويُحْبَسُ بِقُيودٍ فيقطعُ الرُّبط ويُساقُ مِنَ الشيطانِ إلى البراريّ فسألَهُ يسوعُ قائلاً ما اسمُك. فقالَ لجيون لأنَّ شياطينَ كثيرينَ كانوا قد دَخلوا فيهِ وطلبوا إليهِ أن لا يأمُرَهُم بالذهابِ إلى الهاوية. وكانَ هُناكَ قَطيعُ خنازيرَ كثيرةٍ ترعَى في الجبلِ فَطَلَبوا إليهِ أن يأذنَ لهم بالدخولِ فيها فأذِن لهم، فخَرَج الشياطينُ من الإنسانِ ودخَلوا في الخنازيرِ فوَثبَ القطيعُ عَن الجُرْفِ إلى البُحَيْرةِ فاختنقَ. فلمَّا رأى الرُّعاةُ ما حَدَثَ هَرَبوا فأخبَروا في المدينةِ وفي الحقول فخرجوا ليَروا ما حَدَث وأتوا إلى يسوعَ فوَجدوا الإنسَانَ الذي خَرَجَتِ مِنهُ الشياطينُ جَالِساً عندَ قدَمَي يسوعَ لابِساً صحيحَ العقل فَخافوا. وأخبَرَهُم الناظِرونَ أيضاً كيْف أُبْرِئَ المجنونُ. فسألَهُ جمِيعُ جُمهورِ كُورَةِ الجرسِيّينَ أن ينصَرِفَ عَنهم لأنَّهُ اعْتَراهم خوفُ عَظيم. فدَخَلَ السفينةَ ورَجَعَ، فسَألَهُ الرجُلُ الذي خرَجَت مِنه الشياطينُ أن يكونَ مَعَهُ. فَصَرَفهُ يسوعُ قائلاً ارجع إلى بيتِكَ وحَدِّث بما صَنعَ الله إليك. فذهَبَ وهُوَ ينادي في المدينة كُلِّها بما صَنعَ إليهِ يَسوع.

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين.

 

الرب يسوع يتحنَّن على خليقته وجبلة يديه، وهو يرحم هذا الإنسان المريض، الذي سكنته الأرواح الشريرة منذ زمن طويل، ولم يكن يلبس ثوباً ولا يأوي إلى بيت بل إلى القبور. هذا المسكين سجد للربِّ يسوع وصاح بصوت عظيم: "مالي ولك يا يسوع ابن الله العليّ، أطلب اليك ألا تعذبني".

 

جاء المسيح ليبطل حالة الشيطان الذي يفتري على أعمال البشر ويفسدها أمام الله ، بحسب الرسول بولس. يطرد الشياطين من نفوس الناس، ويظهر قدرته المطلقة ويعطي حياة أبدية لا نهاية لها. هذه المعجزة جرت في كورة الجرجسيين وهي منطقة تقع إلى الشمال الغربي من ساحل بحر الجليل، وكانت منطقة يقطنها الوثنيون، ويسوع أتى إلى أرض وثنية، وطرد الشياطين من إنسان وثنيِّ، ليعطينا صورة مسبقة عن الخلاص الذي يعطى لجميع الأمم.

 

عندما أراد الرب أن يكشف للحاضرين أن الشيطان الذي يزأر أمامه كثيرًا وليس واحدًا ، ولكنه العدبد من الأرواح الشريرة، سأله: ما اسمك فقال لجيون. سؤال الشياطين "ماذا لديك معي؟" يميز العقل الوقح. وعبارة تشهد على الخائفين. إنهم يصرخون في حضور الله والكلمة ، ويخافون أمام المسيح. وطلبوا اليه لئلا يأمروهم بالنزول الى الهاوية. فسمح لهم بالدخول في قطيع كبير من الخنازير، نحو ألفين، كان يرعى عند الجبال بعيداً عنهم ، وما أكبر الشبه بين الأرواح النجسة والخنازير.  فالخنازير محرمة عند اليهود، وامتلاكها برهان غلبة الطمع على الدين في أصحابها اليهود، فعاقبهم المسيح بهلاك خنازيرهم المحرمة، ولا سيما أن في هذا برهاناً ملموساً بأن الاحتلال الشيطاني حقيقي، وبأن الشفاء من هذا الإحتلال كان حقيقياً ودائماً، ويرى الجميع عاقبة الاستعباد للشيطان، وبرهاناً لسلطان المسيح على الخيرات الزمنية، فيتصرف بها حسب حكمته. لأن الذي سمح بهذه الخسارة على أصحاب الخنازير هو المالك الأصلي الحقيقي. أَوَلا تسمح عنايته كل يوم بمثل هذا العالم، حتى بين خائفيه أيضاً؟ فكل تقي يقول لربه: ما لا يأتيني أستغني عنه دون تذمر قائلاً: "الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكاً" (أيوب 1:21).

 

ترى أن الخوف ، هو الذي أجبرهم على القدوم والسقوط، واستخدام الأشكال والكلمات بشكل أكثر واقعية وتواضعًا. لكن انظر أيضًا إلى قوة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح. حقًا، الشيطان شهد لرب الهاوية دون أن يرغب في ذلك. ومن الذي يشرف على الهاوية؟ بالتأكيد الجالس في السماء، الذي يحتوي على كل شيء ويوجهه. كان ذلك الإنسان لا يلبس ثيابًا ، أي لا يرتدي الزي الذي تمنحه المعمودية ولا يبقى في البيت، أي في الكنيسة. وبكلمة واحدة أمر الربّ الروح النجس أن يخرج منه، فعاد صحيح العقل، وذهب وأخبر الجميع بما صنع اليه يسوع. وهكذا خلّص الربُّ هذا الإنسان من الأرواح الشريرة التي قهرها بكلمة واحدة منه. لعلنا نلاحظ إلى أن قطيع الشياطين لا يمكنه البقاء في أي مكان ما لم يحصل منه على إذن أو امتياز. لهذا السبب عندما أمره الرب بالمغادرة، ولم يأمره أين يذهب، تم القبض عليه بعنف شديد، ووجد ملجأ للخنازير التي كانت ترعى على الجبل، لتهرب من خلالها، كما يخبرنا القديس غريغوريوس بالاماس.

 

ازادت دهشة الرعاة عند رؤيتهم المجنون لابساً وعاقلاً وجالساً عند قدمي المسيح، يسمع تعليمه في موضوع ملكوت السماوات الذي دخله جديداً، إذ آمن بالملك الروحي الذي نجّاه.

 

في كل عصر هناك أناس يشبهون إلى حد بعيد الجدريين. كثير من الناس يحتقرون المسيح والخلاص الذي يقدمه لنا، ونرى هذا كل يوم، لأنهم يفضلون تربية خنازيرهم، لإطعام قلوبهم، أي الأهواء والضعف. إنهم يزيلون المسيح من قلوبهم، ويشوهون كلمته وبالتأكيد دون قبولها، معتبرين أنها قديمة. جاء الرب إلى الأرض ليقبل رغبة الذين تركوه، ولكن رحمته ومحبته كعلامة على حضوره الأرضي. شاهد عيان على معجزته وإثبات قوته المطلقة. دعونا نتبع مثال الشياطين السابقين، التائبين عن أخطائنا ونقاط ضعفنا الطويلة الأمد، واجتثاثهم بسر الاعتراف وكفاحنا الروحي اليومي، وغرس محبة الله في أنفسنا.

 

ولنا في هذا المجنون مثال صادق للخاطئ. حقًا إن الخطيئة جنون النفس، والجنون المعروف رمز إلى الجنون الحقيقي وهو الخطيئة، ففضَّل مجنون جدرة القبور النجسة مسكناً على البيوت النظيفة الصحية المرتّبة، وكان عمله إضراراً بذاته مع كل من لاصقه أو مرّ به. كان يتجنّب معاشرة الأصحّاء، ويختار عشراء من المجانين نظيره ومن وحوش البرية، ويقول للمخلص الوحيد: "ما لي ولك!" ولم يظهر مخلِّص من جنون الخطيئة ومن نتائجها في الدنيا والآخرة، إلا المسيح الذي خلَّص مجنون جدرة في ذلك اليوم من جنونه وأسبابه ونتائجه.

 

جاء الرب إلى الأرض لإضعاف القوى الشريرة "لحل أعمال الشيطان". إنه يثبت أنه الإله الحقيقي الوحيد. يقبل رغبة الجرجسيين في تركهم، تاركًا رحمته وإحسانه علامة على حضوره الأرضي.

 

لكن ماذا يفعل هذا الرجل الذي شُفي؟ هل يطلب العودة إلى بيته وأملاكه وأشغاله، ليستعيض عن الزمان الطويل الضائع؟ لو كان شفاؤه جسدياً فقط لفعل ذلك. لكن المسيح لم يشفِ جسده فقط، بل شفى نفسه أيضاً، وهذا أهم من شفاء جسده بما لا يُقاس. فظهر الشفاء الروحي في هذا المجنون من طلبه أن يكون مع المسيح.

 

لقد لخَّص لنا الإنجيلي لوقا في هذا المقطع عمل يسوع الخلاصيّ. فيسوع طرد الأرواح النجسة من الإنسان، وقيِّدها في الهاوية. وأعطى الخلاص لكلِّ البشر بمن فيهم الوثنيَّون. وبهذا يبيِّن لنا أنّ خلاص الإنسان هو غاية الرسالة المسيحية، لأنه مخلوق على صورته ومثاله، وبيَّن لنا مدى الضرر النفسي والمادِّيّ على الخنازير وسائر المخلوقات التي يلجأ اليها الشيطان، فهو قادر على إفسادها وإهلاكها، ولكن بقوة الرب تتعطل قوته، وتتلاشى وبكلمة واحدة منه.

 

تذكار القدّيس المعظّم في الشهداء ديمتريوس المفيض الطيب(+303م)

 

سيرة حياته

 

إنّ ما نعرفه عن القدّيس ديمتريوس قليل، ومع ذلك فإنّ له في وجدان الكنيسة ذكرًا حسنًا وإكرامه طبّق الآفاق. وُلد ونشأ في مدينة تسالونيكي، وقد قيل من أبوَين تقيّين عُدِما ثمرة البطن طويلًا إلى أن افتقدَهُما الله بعدما استغرقا في الصلوات والنذور ومحبّة الفقير والصّبر. ويشاء التدبير الإلهيّ أن يعبر الإمبراطور مكسيميانوس بمدينة تسالونيكي عائدًا من حرب خاضها ضدّ البرابرة السكيثيّين، شمالي غربي البحر الأسود. ولمّا كان والده قائدًا عسكريًّا أنشأه على ضبط النفس والجهاد والأمانة، كما على التُّقى ومحبّة الفقير. ولمّا بلغ الأشدّ، تلقّى من العلم قدرًا وافرًا ثمّ انخرط في الجنديّة كأبيه وأضحى قائدًا عسكريًّا مرموقًا. وقد أقامه الإمبراطور مكسيميانوس على مقاطعة تساليا، وقيل قنصلًا على بلاد اليونان. هذا فيما تذكر مصادر أخرى أنّه كان شمّاسًا غيورًا وحسب، ولكن غلبت عليه صورة الجنديّ. كانت العادة أن تقام الاحتفالات ويُرفع البخور للملك والآلهة وتُقدّم الذبائح في المناسبة، فقد أعطى الملك توجيهاته بإعداد العدّة في هذا الشأن في المدينة. واغتنم بعض حسّاد ديمتريوس الفرصة فقاموا وأسرّوا للإمبراطور حقيقة مَن كان قد أولاه ثقته أنّه لا يتساهل بشأن المسيحييّن وحسب، كما أوصى جلالته، بل اقتبل المسيحيّة وأضحى مذيعًا لها. فاغتاظ الإمبراطور وأرسل في طلب عامله. فلمّا حضر استفسره الأمر فاعترف ديمتريوس بمسيحيّته ولم ينكر، فجرّده الإمبراطور من ألقابه وشاراته وأمَر بسَجنه ريثما يُقرّر ما سيفعله به، فأخذَه الجُند وألقوه في موضع رطب تحت الأرض كانت تفوح منه الرّوائح الكريهة. أيقَنَ ديمتريوس أنّ السّاعة قد أتَت ليتمجّد الله فيه فأخذ يُعدّ نفسه بالصّلاة والدعاء. كما أوعز إلى خادمه الأمين لوبوس الذي كان يعوده في سجنه بتوزيع مقتنياته على الفقراء والمساكين. وإن هي سوى أيّام معدودات حتى أرسل الإمبراطور جُندَه إليه من جديد فطعنوه بالحراب حتّى مات. ويُقال أنّ السبب المباشر لتنفيذ حكم الإعدام السريع هذا، كان تغلُّب الشاب المسيحيّ نسطر على لهاوش، رجل الإمبراطور، في حلبة المصارعة. فقد سرى أنّه كان لديمتريوس ضلعًا في ذلك، فيما ظنّ الإمبراطور أنّ ما حصل كان بتأثير سِحر هذا المدعوّ مسيحيًّا. ويُقال أنّ خادم ديمتريوس، لوبوس، أخَذ رداء معلّمه وخاتِمه من السّجن بعدما غمّسه بدَمه وأنّ الله أجرى بواسطتهما عجائب جمّة. وبقي كذلك إلى أن قبض عليه الجند هو أيضًا وقطعوا هامته.

 

تذكار الزلزلة التي حدثت سنة 740م

 

في السنة 740 للميلاد، ضرَبَ مدينة القسطنطينيّة زلزال قويّ دكّ المباني وطمر الآلاف من الناس. كان ذلك في أيّام الإمبراطور لاون الإيصوري الذي قاد منذ العام 725م حملة ضدّ استعمال الإيقونات في العبادة وعمِل على إتلافها وملاحقة مكرّميها. وقد قال الكثيرون يومَها إنّ الزلزلة كانت علامة غضب الله على الإمبراطور والفريق المحارب للإيقونات. أنّ يكن الأمر، فإنّ صلوات هذا اليوم تربط الزلزلة بخطايا الشعب، وتبدي أنّ الله أحدثها ليرهب الذين لا يخافونه. كذلك تركّز هذه الصلوات على اعتراف المؤمنين بأنّهم قد حادوا عن سبل الله القويمة، وتحث على التوبة استنادًا إلى مراحم الله العجيبة وطول أناته. إحدى هذه الصلوات تقول: "قد اضطربنا وارتعدنا من غضبك هذا العادل الذي حلّ بنا يا محبّ البشر، وأحاق بنا أمام اليأس حين رأيناك ساخطًا علينا". (صلاة السحر – الأودية الثامنة – الطروبارية الأولى) وتقول أخرى: "إنّ الأرض تتنهّد وتهتف بلا لسان قائلة: لِما تنجّسوني يا لفيف الناس بشروركم الكثيرة، والسيّد يشفق عليكم أنتم ويؤدبني أنا بجملتي. فانتبهوا واشعروا واستعطفوا الله بالتوبة!". (صلاة السحر – الأودية التاسعة – الطروبارية الرابعة) وتقول ثالثة: "أنّك بزالزال الأرض كلّها يا حسَن الشفقة وحدَه تُرهب الذين ليس في قلويهم شيء من خوفك. لكن عاملنا بمراحمك العجيبة جريًا على مألوف عادتك".

 

الطروباريات

 

طروباريَّة القيامة لِلَّحن الخامس: لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجُدْ للكلمة الـمُساوي للآبِ والرُّوح في الأزليَّة وعدمِ الاِبتداء، المولودِ من العذراء لخلاصِنا، لأنَّه سُرَّ بالجسد أن يَعْلُوَ على الصَّليبِ ويحتَمِلَ الم ويُنْهِضَ الموتى بقيامتِهِ المجيدة.

 

طروباريّة القدّيس ديمتريوس باللحن الثالث: إنّ المسكونة قد وجدتك أقوى مُنجدٍ عند الشدائد، وقاهراً للامم يا لابسَ الجهاد. فكما أنّكَ حطّمتَ تشامُخَ لهاوش وفي الميدان قد شجّعتَ نسطر، هكذا توسّلْ أيّها القدّيسُ ديمتريوس إلى المسيح الإله أن يمنحنا الرحمة العظمى.

 

طروبارية للزلزلة باللحن الثامن: بشفاعات والدة الإله انقذنا من وعيد الزلزال الرهيب أيها المسيح إلهنا. يا من ينظر إلى الأرض فيجعلها ترتعد. واسبغ علينا غنى مراحمك يا محب البشر وحده.

 

القنداق باللَّحن الثاني: يا شفيعةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تَعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسرَعي في الطلبةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفّعةَ دائماً بمكرِّميك.