موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٧ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠

تأمل في عيد جروحات القديس فرنسيس

بقلم :
الراهب بولس رزق الفرنسيسكاني - مصر
نطلب منك يا رب أن تكون تجارب الحياة اليوميّة سبب نعمة وقداسة

نطلب منك يا رب أن تكون تجارب الحياة اليوميّة سبب نعمة وقداسة

 

نرتل مع داود النبي: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب ، فلنفرح و نتهلل به".

 

سلك القديس فرنسيس طريق جبل لافيرنا، أي دخل طريق الآلام، لكي يتحد مع الرب يسوع في الخلوة والصلاة والتأمل معه. وفي يوم 17/9/1224، على جبل لافيرنا، وبعد عيد ارتفاع الصليب بيومين، دخل القديس فرنسيس في  حضرة الله ومع حبه غير المتناهي، نال سمات يسوع المسيح.

 

اليوم هو عيد الحب البشري في اتحاده مع الحب الإلهي.

 

اليوم نحتفل بالقديس فرنسيس موسومًا بالجروحات المقدسة.

 

اليوم تتحقق رغبة القديس فرنسيس بأن يتذوق طعم الألم والحب معًا اللذين طلبهما من يسوع المسيح.

 

اليوم تجلت الساروفيم حول القديس فرنسيس، وفي وسطهم المصلوب.

 

اليوم تجلى النور الإلهي على جبل لافيرنا، وكما حدث زلزال وقت صلب يسوع.

 

اليوم أصبح جبل لافيرنا هو الجلجلة الثانية، وكما كان يوحنا بجوار يسوع، هكذا شاهد القديس فرنسيس يسوع المصلوب، بل طبع جروحاته في جسده الضعيف البنية.

 

اليوم هو إعلان شهادة حب للقديس فرنسيس.

 

اليوم هو عيد تتويج القديس فرنسيس بجروحات السيد المسيح، ولهذا هو القديس الساروفي.

 

اليوم هو حصيلة حياته اليومية المنغمسة في القداسة.

 

اليوم تتحقق كلمات القديس بولس الرسول "لأَنِّي حَامِلٌ فِي جَسَدِي سِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ" (غلا 6: 17).

 

اليوم صارّ القديس فرنسيس أيقونة حيّة ليسوع المسيح.

 

اليوم تعلن الخليقة في صورة الطيور تُغرد بالأصوات الجميلة على جبل لافيرنا.

 

اليوم يعُلن لنا القديس فرنسيس بكلمات القديس بولس "لست أحيا أنا من بعد، بل المسيح يحيا في".

 

هذه الجروحات هي نتيجة حبه ليسوع المسيح والبشرية كلها. وأمام هذا كله يصبح القديس فرنسيس صامتًا وسط هذا الأحداث، وكما كانت العذراء مريم تحفظ كل الأمور في قلبها. اليوم، نحمل سمات يسوع المسيح بطرق مختلفة في حياتنا اليومية بالفرح. اليوم لدينا صلبان كثيرة من التجارب والصعوبات. نطلب منك يا رب أن تكون هذه التجارب سبب نعمة وقداسة في حياتنا اليومية.