موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢ أغسطس / آب ٢٠١٣

انحناءة.. لمسة.. فشفاء

بقلم :
الأخت رانيا خوري - الأردن

"وجاء يسوع إلى بيت بطرس، فرأى حماته ملقاة على الفراش محمومة. فلمس يدها ففارقتها الحمّى، فنهضت وأخذت تخدمه." (متى 8: 14-15) تحاصرني الظروف مراراً وتزجني في معركة حامية الوطيس... أجاهد أحياناً الجهاد الحسن، وتضعف احياناً أخرى مقاومتي فاستسلم للحمى... حتى الحمى على أنواع: فالنفس كالجسد يطرحها الوهن في فراش الضعف وقلة الحيلة... ترتعش خوفاً، تحتاج الى يقين يد صديقة... يد متمرسة في أصول المحبة... يد تمتد عند الحاجة... يد تسند... يد تستشعر حاجة الآخر... يد قريبة... وفي خضم بحثي عن يد صديقة تطمئني، أراك تدنو مني... تنحني عليّ... تأخذ بيدي ثم تنهضني... قوة حبك ايها الصديق العظيم تسري في عروقي، تولي هاربة تلك الحمى التي اجتاحتني... وإذا سلام حبك ايها الأمين يُهيمن على روحي من جديد... قربك يغنيني عن كل فترات النقاهة، أقوم لأخدمك وأخدم أحبتك. ومنك... منك أنت تستمد يداي النعمة، وبمحبتك الشافية تلك التي ارتضيت أن تودعها بسخاء بإناء حياتي الخزفي، الذي لا تحميه إلا النعمة من الإنكسار، تعلمني كيف أنحني بوداعة على الخائفين، كيف ألمس بمحبة قلب المعذبين وكيف أبلسم بحنان جراح المتالمين.