موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٩ يونيو / حزيران ٢٠٢٠

القديسان بطرس وبولس الرسولان

بقلم :
المطران كريكور كوسا - مصر
القديسان بطرس وبولس الرسولان

القديسان بطرس وبولس الرسولان

 

 

القديس بطرس: هامة الرُسُل

 

أعطى يسوع سمعان بن يونا اسمًا جديدًا: "بطرس" أو "كيفا" أي الصخرة. هو أخو اندراوس.

 

وُلِد سمعان بن يونا في بيت صيدا في الجليل. دعاه يسوع مع أخيه ليتبعاه حين كانا يصطادان السمك، وللوقت تبعاه ولازماه ولم يفارقاه. تبع بطرس المسيح واعتنى به ورافقه جميع مراحل حياته. كان بطرس مقدامًا شجاعًا متحمّسًا للدفاع عن معلّه الإلهي ومستعداً للمضيّ معه إلى السجن والموت. جعله الربّ متقدّمًا بين الرُسُل ورئيسًا على كنيسته.

 

بعد صعود الرب يسوع إلى السماء وحلول الروح القُدُس على الرُسُل، طاف مدن وسواحل فلسطين وسورية ولبنان. وهو أول الرُسُل الذين خرجوا من أورشليم، وبَشّر في فلسطين وفينيقية وآسية ثمّ أنشأ كرسيّ أنطاكية. وذهب إلى روما حيث أنشأ كرسّيها السنة ٤٤.

 

رغم المصاعب وعذابات السجن والجلد والمخاوف، استأنف التبشير وعقد المجمع الأوّل مع الرُسُل وكتب رسائله. وما لبث أن قبض عليه نيرون وسجنه، ثم أمر بصلبه حوالي السنة ٦٤. ولشدّة تواضعه، أبى أن يُصلب كمعلمه الإلهي إلاّ مُنكّسًا.

 

القديس بولس: مُعلّم الأُمَم

 

وُلِد بولس، وكانوا يُسمّونه شاول، في مدينة طرسوس، نحو السنة الميلاديّة العاشرة، من أبوين أصلهما من الجليل.

 

درس الفلسفة والفقه عن يد العالم الشهير جَمَلْيل في اورشليم. كان أشدّ مضطهدي الكنيسة. فيما كان على طريق دمشق في مهمّة، سطع حوله نور من السماء. ثمّ وضع  حَنَنْيا عليه يديه فأبصر واعتمد السنة ٣٥ ميلادية. كرَزَ وعلّم في المجامع بدون خوف من العذابات والاضطهادات، مناشداً اليهود واليونانيين: "أن يتوبوا إلى الله ويؤمنوا برَبِّنا يسوع المسيح. وهاءَنذا اليوم ماضٍ إلى أُورشليم أسير الروح، لا أدري ماذا يحدُث لي فيها. على أن الروحَ القُدُس يؤكّد لي في كلِّ مدينةٍ بأن السلاسِلَ والشدائدَ تنتظِرُني. ولكني لا أُبالي بحياتي ولا أرى لها قيمةً عندي، فحسبي أن أُتِمَّ شوطي وأُتِمَّ الخِدمةَ التي تلَّيتُها من الربٍ يسوع، أي أن أشهَدَ لبٍشارة نعمة الله" (اعمال الرسُل ٢٠: ٢١-٢٤). وشفى المرضى، وكتب رسائله آية في البلاغة ومنجمًا للاهوت. وأخيراً استقرّ في روما حيث قبض عليه نيرون حوالي السنة ٦٧ ميلادية وألقاه في السجن وحكم عليه بقطع الرأس.