موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٧ ابريل / نيسان ٢٠١٦

الفضائيات والترتيل

بقلم :
حسام حداد - هنغاريا

عمل اباء الكنيسة منذ ألفي عام بطريقة مميزة في تنقيح النصوص الليتورجية وتهيئتها لاستخدام المؤمنين، ولقد خَّطَ عباقرة الموسيقيين بالاشتراك مع الآباء أروع الألحان وردًَدتها الأجيال وحافظت الكنيسة على هذا المورث بالتنقيح والطبع. وفي أيامنا هذه ومع تقدم وسائل الاتصال والتكنولوجيا الرقمية والإعلام المرئي والمسموع والمكتوب أيضاً، ومع انتشار العديد من الفضائيات الدينية المسيحية التي باتت تعرض التراتيل على شكل فيديو كليب وتعرض الترتيلة بشكل منفرد فإن ما يثير الإستغراب غياب الرقابة في هذه الفضائيات. غياب الرقابة عن المضمون والمعنى وحتى الكلمة واللحن واختيار المكان المناسب للتصوير والملابس وكذلك طرق المكياج والاضاءة ليس هذا هو المهم بالدرجة الأولى. المهم هو طرق التوزيع الموسيقي الجديدة التي تستخدم الدفوف الاسلامية وتمازج الأصوات البعيد عن التناغم ناهيك عن بعض الألحان التي تمت سرقتها من اللطميات العراقية المشهورة عند الشيعة وكل هذا دون رقابة مما يؤدي إلى انحدار في مستوى المستمع التي أجبرته الفضائية على سماع ما لا يسمع وانحدار في مستوى القناة ايضا. أما المقدرات الموسيقية والصوتية التي يتم عرضها فإن بعضا منها لا يرتقي بأن يُعرض على شاشة، ولغياب الرقابة يتشجع ذلك الصوت ويصدر العديد من التسجيلات ويتنامى الغرور ويتم عرضها مجددا مع الأسف ليصبح ذلك الصوت جزءا لا يتجزآ من الشاشة ويلازمها يوميا. تلك التسجيلات التي يتم عرضها و يشاهدها الملايين ولوهلة تخالها اغاني راقصة أو أهازيج تحتار في تصنيفها كمستمع، فلا تستطيع التمييز هل أنك تشاهد قناة دينية أم قناة اغاني دون هدف ومضمون روحي على الأقل. أوصي بضرورة وجود هيئة رقابية في كل الإذاعات والقنوات المتلفزة لإعادة النظر في المضمون الروحي وجزالة الكلمة وقوة الألفاظ واللحن والمَشَاهِد والتوزيع الموسيقي لعلنا نستطيع أن نسمع ترتيلاً دون تشويه.