موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٧ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٣

العذراء سيدة فلسطين

بقلم :
بسام دعيبس - الأردن

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في الخامس والعشرين من شهر تشرين الاول من كل عام بعيد سيدة فلسطين وهو من اعياد السيدة العذراء الذي يملأ نا فرحا وارتياحا، ويزيدنا كرامة وفخرا، ويغمرنا حبا ورجاء. ان السيدة العذراء قد حازت على لقب السيدة في بلدان العالم المختلفة امتدادا من البرازيل والمكسيك ومرورا بكرواتيا ولتوانيا والبرتغال وفرنسا وصربيا وانتهاء بلبنان وفلسطين، ومن هذه الالقاب على سبيل المثال سيدة لورد وسيدة فاطمة وسيدة حريصا وسيدة جبل الكرمل وسيدة فلسطين وغيرها الكثير، وعندما نقول انها سيدتنا فان ذلك لا يعني انها معبودتنا او الهنا كما يدعي البعض، فهي سيدتنا وسلطانتنا وملكتنا لانها سليلة الملوك ووالدة سيدنا وربنا ومخلصنا يسوع المسيح ملك الملوك ورب الارباب والالف والياء والبداية والنهاية، اما هي فعليها السلام بلا ملل كما حياها الملاك. لقد جاء تكريس العذراء سيدة فلسطين من قبل البطريرك برلسينا خلال الحرب العالمية الاولى حيث كانت فلسطين مسرحا للنزاع بين الامبرطورية العثمانية وقوات الحلفاء، لذا رأى البطريرك برلسينا أهمية احياء ابرشية القدس وتكريس تلك الابرشية للعذراء سيدة فلسطين، وقد تم الاعتراف الرسمي بهذا اللقب من قبل الكرسي الرسولي بعد 13 سنة أي في عام 1933. أما المبرر الأساسي الذي ذكر في مرسوم المجمع البابوي للطقوس الليتورجية هو ان هذا اللقب سيسهم في حماية خاصة للارض الفلسطينية التي ولدت فيها العذراء، كما ركز المرسوم على مولد مريم العذراء من نسل داود وبإرادة الله اختيرت أن تصبح أماً للمخلص، وبالتالي شريكة ابنها في فداء البشرية. ان فلسطين يا سيدة فلسطين تعاني الكثير من الالم والمعاناة، وان شعب فلسطين يعاني الكثير من الظلم والقهر والتشريد والتهجير والقتل والتجويع والفقر وغيرها من ويلات الحروب والصراعات والشرور، لذا نسالك وانت سيدتنا وسيدة بلادنا وبيوتنا ان تتعطفي علينا وتتشفعي بنا لدى ابنك يسوع بان يمنحنا سلاما وامنا واستقرار ورخاء، ونحن واثقون تماما ان الله لا يخذل المتوكلين عليه كما انه اتم رحمته على امته المتواضعة. واخيرا وكما انتصبت الملكة وعلي يمينها ذهب اوفير، انتصبي اليوم سيدة وملكة على فلسطين وادفعي الشدائد والمحن عنها، واجعلي من حبك العميق منارة تضيء السبيل لمن ضلوا السبيل واتخذوا شريعة الغاب لهم مسلكا، وانزعي القيود عن هذا العصر المكبل الاعماق، وافتحي بوابة جديدة في قلب كل واحد منا نرى من خلالها حمائم السلام وضؤ الدرب، ونحقق الحلم ونعانق الرب ونعيش بسلام حيث لا بغضاء ولا خوف ولا حرب.