موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٩ فبراير / شباط ٢٠٢٠

العبادة لله وحده

بقلم :
الأخت كلارا معشر - الأردن
لم يبالغ السيد المسيح عندما وصف المال بأنه إله

لم يبالغ السيد المسيح عندما وصف المال بأنه إله

 

الأحد الثامن من الزمن العادي من السنة الليتورجية (أ)

 

لم يُبالغ الرَّبُّ يسوع المسيح عندما وصف المال بأنّه إله وحذّرنا قائلًا: "لا تستطيعون أن تعبدوا الله والمال".

 

من هنا جاءت أهميّة ترتيب الأولويّات ووضع الأمور في نصابها.

 

المالُ خادم جيّد لا نستطيع العيش بدونه، ولكنّه سيّد خطير، لذا من الحكمة ألّا نسمح له أن يكون سببًا في عبوديّتنا. فمفهوم المال لا يقتصر فقط على العملات النّقديّة والأوراق الماليّة، بل يتعدّاه إلى كلِّ ما يمكنه أن يصرفنا عن وضع ثقتنا بالله واتّكالنا عليه بما فيه القلق. القلق الّذي يُعدُّ مرض هذا الجيل، القلق من المستقبل وعليه، القلق على تأمين الحاجات اليوميّة: المأكل والملبس والمشرب.

 

في إنجيل هذا الأحد يوجّه الرَّبُّ يسوع أنظارنا إلى حقيقة مهمة إذ يقول: " انظروا إلى طيور السّماء، كيف لا تزرع ولا تحصد ولا تَخْزُنُ في الأهراء، وأبوكم السّماويّ يرزقها. أفلستم أنتم أثمن منها كثيرًا؟

 

إذن، علينا أن لا نقلق بما سيحمله لنا الغد لأنّ الغد يهتمُّ بنفسهِ، ولكن علينا أن نقلق بشأنِ أمرٍ واحدٍ ،وهو دورنا في نشر كلمة الله القائمة على العدل والمحبّة والاهتمام بالآخر ،استعدادًا للملكوت ،والّذي من شأنه أن يُقَوّضَ مملكة الشّر الّتي نُسهم في نشرها دون انتباهٍ منّا ،كلّما ارتكبنا خطيئة أو امتنعنا عن عمل الخير.

 

"اطلبوا ملكوت الله وبرّه، وكلّ ذلك يُزاد لكم".

 

من المناسب أن نفكّر بما يدعونا إليه النّص الإنجيليّ لهذا الأحد إبّان استعدادنا للدّخول في مسيرة التّوبة والارتداد استعدادًا للأعياد الفصحيّة.

 

أحدًا مُباركًا أتمنّاه لكم أحبّتي