موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٩ مارس / آذار ٢٠٢٠

الظلمة الحقيقية والعمى الإرادي

بقلم :
الأخت كلارا معشر - الأردن
يا رب افتح عينيّ لأراك وأرى مشيئتك في جميع الأحداث

يا رب افتح عينيّ لأراك وأرى مشيئتك في جميع الأحداث

 

الأحد الرابع من زمن الصوم الأربعيني من السنة الليتورجية (أ)

 

في حادثة تفرّد بسردها الإنجيليّ يوحنا البشير، يلتقي الرَّبُّ يسوع برجلٍ أعمى منذ مولده، فيتبادر هذا السّؤال من التّلاميذ:" رابي من خطئ، أهذا أم والداه، حتّى وُلِدَ أعمى"؟

 

جاء جواب يسوع محرِّرًا فكر التّلاميذ من العقليّة القديمة الّتي كانت تؤمن بأنّ المرض هو نتيجة للخطيئة، مبيّنًا أنّ المرض يصيب الإنسان بسبب حدود طبيعته البشريّة، ولكي تظهر في المريض أعمال الله.

 

في هذا اللقاء الّذي حدث بين يسوع والرجل المولود أعمى الّذي لم يرَ النّور أبدًا وعاش في عالم مظلم، يعترفُ الأعمى بتواضع وصدق بوجود غشاوة غلّفت عينيه منذ مولده، وجعلته غير قادر على الرؤية.

 

الرَّبُّ يسوع يبادر ويشفيه ويفتح عينيه.

 

ونحن اليوم كم نعاني من العمى، عميان بسبب كبريائنا وإجحافنا للنِعم، عميان عن رؤية جراح الآخرين ومعاناتهم. لذا علينا أن نتوجّه للرّبِّ يسوع معترفين بحاجتنا إلى الشّفاء. فالمولود أعمى كان فاقدًا للنّظر ولكنّه لم يفقد الرؤية والبصيرة، بل كان منفتحًا للنّور ومستعدًّا للإنتقال من حالة الظّلمة الّتي يعيشُ في كنفها إلى حالة النّور، وفي هذا يكون موقفه معاكسًا لموقف الفريسيين الّذين كانت عيونهم مفتوحة ولكنّهم لا يُبصرون،لأنّهم لم يقبلوا النّور أبدًا. رأوا الرّجل الّذي شُفِيَ ولكنّهم أبوا أن يصدّقوا ويؤمنوا، لقد أغلقوا أبواب قلوبهم عن الإيمان بالرَّبِّ يسوع وقرروا أن يظلّوا في عزلتهم وظلمتهم وعماهم.

 

يا رب افتح عينيّ لأراك وأرى مشيئتك في جميع الأحداث، ولا تسمح للغشاوة بأن تحجب نورك وتغلّف رؤيتي وبصيرتي.

 

أحدًا مُباركًا أتمناه لكم أحبّتي.