موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٣ ابريل / نيسان ٢٠٢٠

الشكر للرب فادينا

بقلم :
بسام دعيبس - الأردن
بسام دعيبس

بسام دعيبس

 

 

في الأديان الأخرى، الناس يذهبون إلى الله، وفي المسيحية الله أتى إلى ارضنا من خلال الرب يسوع. وفي هذه الأيام العصيبة التي تمر على العالم المكبل القيود، يأتينا الرب بمحبته وكلمته إلى بيوتنا من خلال الكنيسة ورعاتها، كيف لا وهو الذي وعدنا ألا يتركنا مدى الدهر طالما نطلبه ونرجوه.

 

صحيح أننا نعيش في وضع استثنائي لم يحصل منذ مئة عام، وصحيح أن الصلاة في الكنيسة جماعية وواجبة، وتتميز بسر القربان المقدس، ولكن الصلاة بالبيوت فردية وأسرية وواجبة أيضًا، وقد كان المسيحيون الأوائل يصلون في البيوت إلى أن ازداد عددهم، وصاروا يصلون بالكنيسة التي هي بيت الرب وهيكله المقدس.

 

وبهذه المناسبة كم سيكون جميلا أن نقدّم الشكر لقدس الأب رفعت بدر، الذي نقل إلينا من خلال موقع أبونا،  القداديس والصلوات الفصحية، وتلك نعمة كبيرة من الله وبفضل وجهد وإشراف أبونا رفعت والقائمين على موقع أبونا، فهم بجدارة يستحقون الحب والشكر والتقدير.

 

ولو بحثنا في الكتاب المقدس، لوجدنا أن كلمة "وباء" وردت أكثر من مرة، ولو تعمقنا في مناسبات وأحداث تلك الأوبئة لوجدنا أنها جاءت تعبيرًا عن غضب الرب في حينه، ومن أجل التأديب وليس الهلاك، جاءت من أجل التوبة والعودة الى الله كما تتجلى دعوة إرميا النبي في دعوة أهل اورشليم للتوبة والعودة الى الله.

 

يذهب البعض في هذه الأيام ويقولون أنها من علامات نهاية الأزمنة، ولكن من الواضح أنها تأنيب وتأديب لهذا النظام العالمي المتمرد والمتغطرس، ليشعر زعماء هذا الدهر، بهشاشة قدرتهم وعجزهم ومحدوديتهم أمام هذا الفيروس الذي لا يرى، وإلى شعوب الأرض التي انشغلت بالماديات والأرضيات وتركت الروحانيات والسماويات، ليشعروا أنهم حادوا عن طرق الرب وسبله المستقيمة. إنه دعوة للجميع للاستيقاظ والتوبة والعودة إلى الله، وذلك بنبذ رذائل هذا العالم، والتطلع الى ما هو فوق  الكلي القدرة، فهو المعين في وقت الضيق وعلينا أن نسارع وندعوه قائلين: يا رب لا تقف بعيدًا عنا، تعال لنجدتنا، تعال ولا تبطىء، فقد وصلتنا رسالتك.

 

قداديس وصلوات مباركة ومقبولة، وكل الشكر لسيادة المطران وليم الشوملي وسائر الكهنة الأجلاء الذي ساهموا مساهمة فعلية وجميلة في إقامة هذه الصلوات والقداديس والى كل العاملين والعاملات في حقل الرب.  وأخيرًا لنصلي من أجل أن يظل موقع أبونا منارة تضيء لنا الطريق في وقت ضل الكثيرون الطريق. والمسيح يبارككم جميعًا وأيام  فصحية مجيدة وكل عام وانتم بخير.