موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٩

الخلاص للجميع.. بالمسيح

بقلم :
الأب هشام الشمالي اليسوعي - الأردن

لوقا 13: 23 - «يا رَبّ، هَلِ ?لَّذينَ يَخلُصونَ قَليلون؟» الخلاص هو ملء الحياة الذي يريده اللـه لشعبه، وقد قدّمه في يسوع وحده. إن الربّ قد أتى لتكون الحياة للناس، لكن أيضا لتفيض فيهم (يوحنا 10: 10). إن لا خلاص بأحد غير يسوع، لأنه الاسم الوحيد تحت السماء الذي به ننال الخلاص (القديس بطرس في أعمال 4: 12)، هل هذا يعني أن فقط الذين ينتمون إلى الكنيسة يخلصون؟ هل يعني ذلك أن غير المؤمنين بيسوع لا يخلصون؟ ليس في تصريح القديس بطرس هذا إعلان انتصاري للمسيحيين على غيرهم، لكنه إعلان حقيقة من هو يسوع بالفعل، فهو ليس مجرّد معلّم من المعلّمين الروحيّين أو الزمنيين، ليس مجرّد نبيّ من الأنبياء أو رسول من الرسل، إنه كلمة الله المتجسّد والابن الوحيد للآب. فليُعتبر الخلاص إذًا لا من زاوية هذا خطأ وهذا صح، ولا من منظار خارج الكنيسة أم داخلها، لكن من مفهوم المشاركة والملء (الاسقف بارون). فهناك من التقاليد الدينية الأخرى ما تساعد الانسان على مشاركة معّينة في الحياة التي أرادها الله للجميع، لكن لن تكون له أو لها ملء الحياة هذه وفيضها إلا بالمسيح. في التعليم المسيحي للكنيسة، ورد أن كل إنسان يجهل إنجيل المسيح وكنيسته، ويسعى الى الحقيقة ويمتثل إرادة الله، كما يعرفها، يستطيع أن يخلص (رقم 1260). فمَن من غير المؤمنين بالمسيح يتبع ضميره بإيمان وإخلاص يمكن –وليس حتما– أن يخلص، إذ ربما لم يتسنَّ لهؤلاء معرفة ضرورة المعمودية. لكن مَن عرفوا ضرورتها، حسبهم أن يعيشوا بحسب وعودها ومواعيدها، فلا يصيرون آخِرين والآخرون أوّلين (لوقا 13: 30). يبقى الخلاص مطروحا للجميع، فالذي به كان كلّ شيء، مات من أجل كلّ شيء، وكلّ شيء يحيا به، ملء حياة الله، حياة لا يمكن أحد أن ينتزعها! "يا مخلّص، خلّصنا".