موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٥ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٠

الحكمةُ الحقيقيّة

بقلم :
الأخت كلارا معشر - الأردن

في عيد ظهور الرّبِّ الّذي اعتدنا على تسميته( عيد الغطاس) سنتأملُ في زيارة المجوس الثّلاثة للطّفل يسوع من خلال ثلاثة أحداث بارزة: نجمٌ منيرٌ قاد المجوس الّذين جاءوا من الشّرق باحثين عن الطّفل المولود، تبعوه ليصلوا إلى حيث يوجد يسوع الطّفل .اليوم لدينا ال (GPS) الّذي يرشدنا بدقّة عالية إلى حيث نُريد أن نذهب، ولكن السّؤال، ما هو ال (GPS) الّذي سيرشدنا إلى طريق الرّب؟ سجد المجوس على ركبتيهم أمام الطّفل الإلهي. مجوس علماء يسجدون أمام طفل صغير مضجعٍ في مذود، ويفتحون حقائبهم ويقدّمون هداياهم. إن أعظم مثول أمام الرّب هو السجود، أن نجثو ساجدين على ركبتينا في حضرته، فالعلم والمعرفة والغنى والفقر والصحة والثّروة لا معنى لها أمام عظمة الخالق وحضوره المقدّس. بعد ذلك عاد المجوس إلى بلادهم من طريق آخر كي لا يلتقوا بهيرودس الّذي كان مُزمعًا أن يقتل الطّفل. ونحن كلما التقينا بالرّب علينا أن نعودَ إلى بيوتنا وأشغالنا اليوميّة والروتينيّة من طريق آخر. بمعنى أن نتبدّل ونتغيّر وألّا نسمح للشيطان والشّر والخطيئة بأن يقتلوا حضور يسوع في حياتنا. إذًا الحكمة الحقيقيّة هي : أن نستخدم البوصلة الصحيحة لترشدنا إلى الرَّبِّ، أن ننحني ونركع أمام عظمته ومحبته وقداسته، وألّا نعود للطّريق التي أتينا منها، بل لنتجاوب مع نعمة الله ونجتهد في تغيير طريقة تفكيرنا وكلماتنا وأفعالنا وسلوكنا. كلٌّ منّا يعرف نقاط ضعفه، فإذا رغب في أن يغيّر حياته، لن يكلّفه الأمر سوى قرار حقيقي تتبعه إرادة قويّة. كل عيد وأنتم إلى قلب الله أقرب.