موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٥ مارس / آذار ٢٠٢٠

البشارة وعد وأمل

بقلم :
كارول علمات - الأردن
كل عام وأنتم تنعمون بفرح ونعم البشارة.

كل عام وأنتم تنعمون بفرح ونعم البشارة.

 

عيدنا مختلف هذا العام،

احتفلاتنا بيوم البشارة فريدة من نوعها؛

كنائسنا موصدة أبوابها، وبيوتنا غدت كنائس صغيرة.

عالمنا بات مغلقًا، وقلوبنا أبوابها شرعت طلبًا لرحمة وغفران.

 

صومنا حزين، ونحن نسير درب الجلجلة مع فيروس لعين، متناه بالصغر، لا يرى بالعين المجردة.

نرنم في قلوبنا، وصدى صلواتنا يضرب أروقة كنائسنا المغلقة.

كهنتنا يرفعون الصلاة برجاء ودموع، وأمامهم مقاعد فارغة خلت من المصلين.

تناول روحي لصعوبة التناول الفعلي.

سجود متواتر أمام القربان الأقدس في الكنائس، منقول للمؤمنين عبر النقال والتلفاز.

قلوبنا حزينة، تصرخ مع البتول:

"رباه!  قلبي كسير.. حزني مرير.. نفسي في اكتئاب.. رباه".

 

ويأتي يوم البشارة،

وفيه نتحد مع الحبر الأعظم،

في دعوة صلاة مع أكثر من ملياري مسيحي حول العالم.

لندع الآب في الصلاة الربية، وكعائلة بشرية يوحدها الألم،

أن يهبنا نعمه ويمطر على العالم أجمع رحمة السماء.

 

أيتها البتول مريم،

يا من سلمت الى الله أمرك وخضعت لمشيئة الله بإيمان عظيم.

ألا انظري إلى عيون أطفال وشيوخ، شباب وآباء،

وهم يذرفون دموع الرجاء طالبين رحمة وغفرانًا.

ألا اسألي لنا نجاة وعبورًا من واقع مفاجىء أليم!

من وباء لعين ضرب الحياة وزرع الرعب في النفوس.

 

في يوم البشارة، ومن كنائسنا المغلقة إلا من كهنتها وراهباتها،

ومن بيوتنا التي غدت كنائس صغيرة: نصلي، نصلي ونصلي،

نتضرع إليكِ، وإذ ننتظر فرح القيامة بالحرمان والقلق والخوف،

أن تسألي ابنك يسوع الذي لا يرد لك طلبًا،

بأن يتحنن علينا وعلى عالمنا العاجز أمام اختبار رهيب!

 

نسألكِ يا أمنا النجاة من هذا الوباء،

اطلبي لنا، فأنتِ أم المسيح التي حضرت عرس قانا الجليل،

وطلبت من ابنك أن يجنب أهل العرس الحرج والقلق والفضيحة،

فقدّم ساعته، وكانت أعجوبة عرس قانا الجليل!

 

نقف اليوم والسبحة الوردية تدغدغ أناملنا،

وبالاتحاد مع كافة المؤمنين في العالم،

نقف معانقين الأم البتول

طابعين قبلة محبة وإيمان على جبهتها المباركة، دون خوف من فيروس لئيم

طالبين طمأنينة القلب، شفاء وعبور.

 

ومع الملاك جبرائيل نهتف بأصوات متعبة أنهكها الصراخ ونقول:

"لا تخافي أيتها الإنسانية، فإنّ الرب سينظر إلى آلامك ويهبك الشفاء".

ومع مريم العذراء في يوم البشارة المجيد نسجد ونقول:

نعم لمشيئة الله في حياتنا،

نعم لإيماننا العميق بأن الله قادر على أن يزيل عنا هذا الهمّ،

وأن يهب الشفاء لعالم هزّ عرشه عدو لا يرى.

 

وفي غفلة من الزمن، سنصحو على صوت البشارة بأن قد زال الهمّ والداء،

بأنّ قد عادت الحياة تنبض من جديد،

وسوف تصدح أصوات النشيد، ترانيم شكر ودعاء، لأننا نؤمن بأن لا مستحيل عند الله.

يا مريم.. قد نلت حظوة عند الله؛ فحبلت وولدت ابنا اسمه يسوع، أي الله معنا.

 

كل عام وأنتم تنعمون بفرح ونعم البشارة.