موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠

الأعذار المُهلكة

بقلم :
الأخت كلارا معشر - الأردن
الله يدعونا جميعًا دون استثناء إلى مائدة ابنه؛ مائدة الحبّ، مائدة الحمل الذّبيح

الله يدعونا جميعًا دون استثناء إلى مائدة ابنه؛ مائدة الحبّ، مائدة الحمل الذّبيح

 

إنّ مَثَلَ وليمة عرس ابن الملك الّذي يقدّمه متى الإنجيليّ البشير في الأحد الثّامن والعشرين من زمن السّنة، يطرح علينا أسئلة عديدة حول مدى التزامنا في حياتنا المسيحيّة.

 

الله يدعونا جميعًا دون استثناء إلى مائدة ابنه؛ مائدة الحبّ، مائدة الحمل الذّبيح. كلّ احتفال بالذّبيحة الإفخارستيّة هو مشاركة في المائدة السّماويّة. "طوبى للمدعوين إلى وليمة الحمل"، بهذه الكلمات يدعو الكاهن المؤمنين إلى التّقرب من المناولة المقدّسة. فهل نستجيب لهذه الدعوة، أم نبدأ بعرض التبريرات، كما فعل المدعوون إلى وليمة عرس ابن الملك، الّذين رفضوا تلبية الدّعوة مبررين رفضهم للدعوة؛ أحدهم ذهب إلى الحقل، والآخر إلى تجارته، هذا هو حال الأولويات الّتي في غير محلّها، وغير المرتّبة، فلا شيء أكثر أهميّة من التّجاوب مع دعوة الله.

 

وهذا ما يحدث معنا أحيانًا، فنتسلّح بالأعذار ونخسر النِّعم الإلهيّة، ومن جهة أخرى، قد نكون كالرّجل الّذي قَدِم وجلس إلى المائدة، دون أن يكون قد ارتدى الثّوب اللائق بالمناسبة،وعندما سُئل عن ذلك، بقي صامتًا فهذا الّذي لبس المسيح في المعموديّة ،ثمّ حادَ عن جادّة الصّواب وتبعَ أهواء العالم فأضاع ثوبه، فسيكون عقابه أكثر من الأوّلين ،ستُشدُّ يداه ورجلاه ويُطرح في الظُّلمة البرّانيّة ،خارج أُورشليم السّماويّة الّتي نورها المسيح ،ونحن مثله في كثير من الأحيان نأتي إلى الوليمة غير مرتدين ثوب المحبّة الّتي تفترض نقاء القلب، ويقظة الضّمير، وعمق الإيمان ،وبدلًا من أن نحتفل معًا كأعضاء جسد واحد، يعيش كلٌّ منّا في عزلته غريبًا وبعيدًا عن الآخرين.

 

أحدًا مُباركًا أتمناه لكم أحبّتي.