موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٩ مارس / آذار ٢٠٢٠

إدارة الأزمات

د. هيلدا مدانات

د. هيلدا مدانات

د. هيلدا مدانات :

 

مصطلح الأزمة هو مجموعة الظروف والأحداث المفاجئة التي تنطوي على تهديد واضح للوضع الراهن المستقر في طبيعة الأشياء، وهي اللحظة الحاسمة لإيجاد حل لمشكلة ما. فالمفهوم البسيط لإدارة الشيء، هو التعامل معه للوصول إلى افضل النتائج الممكنة ومن هنا فإن إدارة الأزمة تعني تطبيق مجموعة من الإجراءات والقواعد المبتكرة، تتجاوز الاجراءات المألوفة وأساليب الإدارة الروتينية المتعارف عليها، وذلك بهدف السيطرة على الأزمة والتحكّم فيها وتوجيهها وفقًا لمصلحة الدولة ومصلحه المواطن.

 

فما قامت به الأردن من اجراءات وخطط طوارىء لمواجهة ازمه الوباء العالمي Coronavirus (COVID-19) والتصدي لها كان اقرب مثال لإدارة الأزمات الناجحة. وإنّ دلّ هذا على شي فانه يدل على التكافل الأردني قيادة وشعبًا لمواجهة الأزمة والتصدي لها.

 

على الرغم من الانتقادات التي وجهت للدولة في بداية الأزمة، والتي تمثلت بشكوى مجموعه من القادمين من خارج البلاد وقد يكون السبب وراء ذلك هو المفاجاءة التي تعرضوا لها لحظة وصولهم وعدم توقع بعض الإجراءات ادى الى توتر بعض المواطنين وتهجمهم على الدوله واجراءاتها. ولكن الآن، وبعد أن تم ادراك مدى فعالية هذه الخطط والإجراءات وما تحملته الدولة من أعباء لحمايه مواطنيها، فالأصل أن نشكر الدولة ورجال الأمن والدرك والجيش الأردني على هذه الاجراءات والإحاطة الشاملة والكاملة لاستقبال هذا الكم من القادمين ونقلهم بالباصات وتسكينهم في الفنادق، توصيل بعض المواد الضرورية للمواطن كالمواد الغذائية الأساسية والأدوية والعلاجات، بالإضافة الى متابعه الحالات المصابة والإطمئنان عنهم سواء بالاتصال الهاتفي أو الزيارة من قائد البلاد هذا ما لم توفره أي من الدول العظمى لمواطنيها ورعاياها نعم لقد تم اداره هذه الأزمة بكفاءة وفعالية وانسانية ادهشت العالم واثلجت صدور الأردنين في داخل الأردن وخارجها.

 

يحق لنا أن نفخر بك يا أردن الشهامة والمجد حتى لو كنا نعيش خارج ارضك ولكن لك بالقلب معزهَ تجاوزت كل الحدود. نعم الأردن بلد صغير بالحجم والمساحه فقير بالموارد الطبيعيه ولكنه غني بالقيادة المميزة والموارد البشرية عالية الكفاءة. حمى الله اربد عروس الشمال واهلها وعافاهم، حمى الله الاردن شمالها وجنوبها، حمى الله الأردن وأهله وقيادته من كل سوء. يا رب رحمتك وحمايتك للعالم أجمعين، وعسى هذا الوباء أن يكون عبره للجميع، للعودة إلى الطريق الحق، والعودة إلى مبادىء الدين والأخلاق والإنسانية.

 

(عمون)