موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠

أَنَا الْأَلِفُ وَالْيَاءُ

بقلم :
د. أشرف ناجح عبد الملاك - كولومبيا
فانظر إلىَّ فإني أحب أن أنظر إليك

فانظر إلىَّ فإني أحب أن أنظر إليك

 

أنا ابتسامةٌ تمحو الكآبة مِن كلِّ وجهٍ، وتُغطِّيه بالبهجة والضّحك!

 

أنا ضحكةٌ تُنير أسارير كلِّ وجهٍ، وتجعل اللِّسان يتهلّل فرحًا!

 

أنا لسانٌ يتكلَّم بدلًا عن الإنسان الفقير، ويملأ حياته بالغنى الّذي يفوق فقره، بل ويسمو به!

 

أنا فقيرٌ ليس لي أين أسند رأسي؟ فوُلدتُ فقيرًا وعشتُ فقيرًا ومتُّ فقيرًا، لكي أُغني حياة الإنسان!

 

أنا مَن مات حبًّا في الخاطيء، ولكنّني قمتُ ممجدًا وهو معي، لكي أُقدِّمه لله أبي وأبيه!

 

أنا إلهٌ تجسَّد رحمةً وحبًّا بالبشريَّة الضَّالة، فأَلَّهتُ البشر وجعلتهم شركاء الطَّبيعة الإلهيَّة!

 

أنا "الله محبَّة"، لأنّي أنا والآب واحدٌ!

 

أنا الطَّريقُ والحقُّ والحياة!

 

أنا القيامةُ والحياة!

 

أنا خبزُ الحياة!

 

أنا نورُ العالم!

 

أنا الرَّاعي الصَّالح!

 

أنا بابُ الخراف!

 

أنا الكرمةُ الحقيقيَّة!

 

أنا اللّوغُس المُتجسِّد!

 

أنا يسوعُ المسيحِ، ابنُ الله وابنُ الإنسان!

 

فأريد أنْ أقول لك: لقد «خلقتك على صورتي واحدًا فردًا سميعًا بصيرًا مريدًا متكلمًا وجعلتك قابلًا لتجليات أسمائي.. ومحلًّا لعنايتي.

 

أنت منظري.. لا ستور مسدلة بيني وبينك.

 

أنت جليسي لا حدود بيني وبينك.

 

يا عبد [ويا ابن] ليس بيني وبينك بين.

 

أنا أقرب إليك من نفسك.

 

أنا أقرب إليك من نطقك.

 

فانظر إلىَّ فإني أحب أن أنظر إليك» (مصطفى محمود (الدكتور)، رأيت الله، دار المعارف، القاهرة 199010، 21).