موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٣ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٣

أيها الطفل الإله أين أنت؟

بقلم :
وائل سليمان - الأردن

أيها الطفل يسوع أين أنت؟ أعَلم بإنك موجود في كل مكان وفي كل زمان! متأكد من محبتك لإنك في يوم من الإيام تَجسدت! كَبرتَ! لعبتَ! تَعذبت! تَألمت! وأخيراً صُلبتَ وجُروحاتكَ لم تُشفى بعد، لكن أتمنى أن تقرأ في هذة اللحظات ما في قلبي ووجداني وعقلي قبل أن تقرأ ما في كلماتي!. أصوات الموت ملتفهَ حول أبناءكَ في كل مكان، رائحة الكراهية والحقد والعذاب والضغينة من أقصى الأرض الى أقصاها، الخطيئة في كل مكان، هنا وهناك، لا عِتاب في "أين أنت" بل محبة، لا عِتاب بل اشتياق، لا عِتاب بل تسأل، لا عِتاب بل رجاء وأمل!. ليس فقط أنا في "أين أنت" بل الجميع يسأل عنك، نعيش في ظلاَم دامَس! نعيش في مزاريب الخوف والقلق والألم! لا أمل في الغد، لا أمل في اليوم، نَسينا حتى تعاليمكَ، أو نتجاهل تعاليمكَ، أو ربما نشكَ اليوم بأن تعاليمكَ صالحة لعالم اليوم، ما زال الأخ يقتل أخاه، والأب يقتل ابنه، ما زال الخَروف ضالاً يبحث عنكَ أيها الراعي الصالح! أيها الطفل الآتي من عَالم الأب... عَالم الأبدية... عَالم مَنزل الله. ما زالت الزانية هناكَ تُرجم بحجارة الخطاءة منتظرة مَن يقول لهم "مَن منكم بلا خطيئة!؟ ما زال الأطفال في الساحات بحثاً عن مُحب الأطفال... نَقتلهم كل يوم وبكل الطرق...هل تَعلم أيها الطفل بأن عدد الأطفال الأيتام بالملايين في العالم! وهل تعلم يسوع بأن عدد أطفال الشوارع بالملايين! وهل تعلم يسوع بأن عدد الأطفال مجهولي الهوية يُعد بالملايين! وهل تعلم أيها الطفل يسوع بأن عدد الأطفال الذين يموتون في الحرب يَعد بالملايين! وهل تعلم يسوع بأن عدد الأطفال المفقودين يعد بالملايين! ماذا نفعل؟ نحن ضُعفاء، خَطئ، صِغار... لا نعلم كيف نتخطى الصعوبات والتحديات!. لا رجاء ولا أمل ولا محبة! لماذا تَجسدت يسوع؟ لماذا خَلقت الإنسان؟ أخجل أحياناً من أني إنسان! اليوم ما فائدة أن نكون إنسان ونتعامل مع بعضاً البعض كالحيوانات، أفضل أن أكون حيوان وأتعامل مع أخي كالإنسان!. أيها الطفل يسوع أتمنى أن تأتي من جديد... العالم بحاجة إليك... العالم بحاجة الى ولادة الإله من جديد، العالم بحاجة الى خلاص جديد... العالم بحاجة الى إيمان جديد... العالم بحاجة أن تقول لهُ من جديد "ثقوا أني قد غلبت العالم"... العالم بحاجة أن تؤكد لنا من جديد "ماذا ينفع الإنسان لو رَبح العالم كلهُ و خسرَ نفسه"... العالم بحاجة الى أن يرى حتى يؤمن... يسوع أرجع حتى يكون للحياة معنى... وللألم معنى... وللحب معنى... وللفرح معنى. نحن في انتظارك أيها الطفل الإله، لقد أرهقتنا الحياة لكن لن نستسلم أبداً... ولن نَخذلكَ أبداً... نحن ننتظرك حتى تأتي من جديد، ننتظر عودتكَ مثل الماجوس، حاملين لكَ من جديد الذهب والمَر واللبان، ننتظر عودتكَ لِتولدَ في مغارة بين حيوانات الغابة، ننتظر عودتكَ حتى تُعلمنا كيف نُحب بَعضاً البعض، تعال أيها الطفل وأنشر سلامكَ على أرضنا المتألمة... ارجع حتى نمشي معكَ في مسيرة لا تنتهي أبداً... ارجع وأرَجع الخروف الضال... لتولدَ من جديد حتى يتحقق ملكوتكَ هنا قبل هناك... نحن في أنتظارك أيها الطفل... نفسي حزينة حتى ولادتكَ من جديد... أرجع حتى ننشدَ لكَ نشيد الحب: ليلة الميلاد يُمحىَ البغَض ليلة الميلاد تزهرُ الأرض ليلة الميلاد تدفنُ الحرب ليلة الميلاد ينبتُ الحب ووقفت منحنياً لليلة ليست كأي ليلة، فقط في عيد إله يُمحى البغض، وفقط في عيد ميلاد الآله تُزهرُ الأرضُ وفقط بقرار جرئ من أجل الإله تُدفن الحربُ وفقط بِمولد أبن الإله يَنبت الحبُ. يسوع الطفل، تَذكر في أين أنت يوجد فقط... أنا أحبكَ.