موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٥ ابريل / نيسان ٢٠٢٠

أسبوع الآلام مع آلام هذا العالم

بقلم :
تيمور العوابده - الأردن
يا رب اقبل آلام هذا العالم مع آلامك، وخلصه بدمك الثمين ليعش قريبًا فرح القيامة المجيدة

يا رب اقبل آلام هذا العالم مع آلامك، وخلصه بدمك الثمين ليعش قريبًا فرح القيامة المجيدة

 

في ظل ما يعيش عالمنا اليوم من حالة غير مسبوقة، جعلت منه مفرغًا من أي نشاط بشري، وكأنه أصبح في قفص ذاك الحجر المنزلي الذي أضحى مكانًا ملازمًا للإنسان ليكون أكثر أمانًا، يعيش اليوم العالم اصعب أيامه؛ كم من عائلات فقدوا أحبة عليهم وكم من عادات هنا وهناك أصبحت غير مجدية لما لها من آثار سلبية تُسرع في انتشار هذا الوباء الذي أودى بحياة الكثيرين من هذا العالم.

 

وكما أن بلدنا الحبيب الأردن كجزء من هذا العالم يعيش تلك الحالة الاستثنائية الصعبة والتي يواجهها بكل ما لديه من امكانات وطواقم مجهزة وفاعلة وذات خبرة تعمل الليل بالنهار للحد من انتشار هذا الوباء والفتك لا سمح الله بعدد أكبر من أبناء بلدنا الغالي، لذا فهذه المعاناة الكبيرة ما هي إلا طريق الآلام مضنية وكبيرة اثقلت كاهلها على كافة المجالات مما أوقفت كافة النشاطات والممارسات وما لها من آثار كبيرة على ابناء بلدنا، لذا يعيش عالمنا بفعل هذا الفيروس طريق الآلام تستدعي الوقوف مليًا للانسان مع ذاته ليعلم انه ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.

 

نعم إنسان اليوم لا شيء أمام هذا الوباء، فهو اليوم يهدد حياة البشرية بأكملها ويجعل من حياة البشر وكأنهم في زنزانة ٍ ينتظرون الانفراج لتعود الحياة الى مجراها الطبيعي وتعود الحياة لتعج بنشاط الانسان ليعود ويبني من جديد حضارة الانسان ويسجل في ذكريات الحياة للأجيال القادمة ما عاشه هذا العالم برمته من الم حقيقي تزامن مع أسبوع الآلام وما يتحضر اليه الهنا العظيم لذاك الألم الكبير وكأنه يتالم مع ابناء هذا العالم لكن يعدهم بالانتصار ويعدهم بالقيامة التي فيها يكسر شوكة الموت لذا سيكسر العالم شوكة هذا الوباء ويتحقق الوعد بذاك الفرح وبذاك الحب العظيم الذي يتربع على قلب كل إنسان أينما كان.

 

فيا رب اقبل آلام هذا العالم مع آلامك، وخلصه بدمك الثمين ليعش قريبًا فرح القيامة المجيدة.