موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٨ مايو / أيار ٢٠٢٠

أحد الآباء القديسين المجتمعين في نيقية

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
الأحد السادس المعروف بأحد الآباء القديسين (المجتمعين في نيقية)

الأحد السادس المعروف بأحد الآباء القديسين (المجتمعين في نيقية)


الرِّسالَة

 

مُبَارَكٌ أَنْتَ يا رَبُّ إلهَ آبائِنَا، فإنَّكَ عّدْلٌ في كلِّ ما صَنَعْتَ بِنَا

 

فصل من أعمال الرسل القديسين الطهار (أعمال الرسل 20: 16-18، 28-36)


في تلكَ الأيَّامِ ارتأَى بولسُ أنْ يتجاوَزَ أَفَسُسَ في البحرِ لِئَلَّا يعرِضَ له أن يُبْطِئَ في آسِيَةَ، لأنَّه كان يَعْجَلُ حتَّى يكون في أورشليمَ يومَ العنصرةِ إِنْ أَمْكَنَهُ. فَمِنْ مِيلِيتُسَ بَعَثَ إلى أَفَسُسَ فاسْتَدْعَى قُسوسَ الكنيسة. فلمَّا وصَلُوا إليه قال لهم: ﭐحْذَرُوا لأنفُسِكُم ولجميعِ الرَّعِيَّةِ الَّتي أقامَكُمُ ﭐلرُّوحُ القُدُسُ فيها أساقِفَةً لِتَرْعَوا كنيسةَ اللهِ الَّتي ﭐقْتَنَاهَا بدمِهِ. فإنِّي أَعْلَمُ هذا: أَنَّهُ سيدخُلُ بينَكم، بعد ذهابي، ذئابٌ خاطِفَةٌ لا تُشْفِقُ على الرَّعِيَّة، ومنكم أنفُسِكُم سيقومُ رجالٌ يتكلَّمُون بأمورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلامِيذَ وراءَهُم. لذلكَ، ﭐسْهَرُوا مُتَذَكِّرِينَ أَنِّي مُدَّةَ ثَلاثِ سنينَ لم أَكْفُفْ ليلًا ونهارًا أنْ أَنْصَحَ كلَّ واحِدٍ بدموع. والآنَ أَسْتَوْدِعُكُم يا إخوتي اللهَ وكلمةَ نعمَتِه القادِرَةَ على أَنْ تبنيَكُم وتَمْنَحَكُم ميراثًا مَعَ جميعِ القدِّيسين. إنِّي لم أَشْتَهِ فِضَّةَ أَحَدٍ أو ذَهَبَ أَحَدٍ أو لِبَاسَه، وأنتم تعلَمُونَ أنَّ حاجاتي وحاجاتِ الَّذين معي خَدَمَتْهَا هاتان اليَدان. في كلِّ شيءٍ بَيَّنْتُ لكم أنَّه هكذا ينبغي أن نتعبَ لنساعِدَ الضُّعَفَاء، وأن نتذكَّرَ كلامَ الرَّبِّ يسوعَ. فإنَّه قال: إنَّ العطاءَ مغبوطٌ أكثرَ من الأَخْذِ. ولـمَّـا قال هذا جَثَا على رُكْبَتَيْهِ مع جميعِهِم وصَلَّى.

 

الإنجيل

 

فصل شريف من بشارة القديس يوحنا (يوحنا 17: 1-13)

 

في ذلكَ الزَّمان رَفَعَ يسوعُ عَيْنَيْهِ إلى السَّماءِ وقالَ: يا أَبَتِ قد أَتَتِ السَّاعَة. مَجِّدِ ٱبْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ٱبنُكَ أيضًا، بما أَعْطَيْتَهُ من سُلطَانٍ على كُلِّ بَشَرٍ ليُعْطِيَ كُلَّ مَن أعطيتَه لهُ حياةً أبديَّة. وهذه هي الحياة الأبديَّةُ: أن يعرِفُوكَ أنتَ الإلهَ الحقيقيَّ وحدَكَ، والَّذي أرسلتَهُ يسوعَ المسيح. أنا قد مجَّدْتُكَ على الأرض. قد أَتْمَمْتُ العملَ الَّذي أعطَيْتَنِي لأعمَلَهُ. والآنَ مَجِّدْني أنتَ يا أَبَتِ عندَكَ بالمجدِ الَّذي كانَ لي عندَك من قَبْلِ كَوْنِ العالَم. قد أَعْلَنْتُ ٱسْمَكَ للنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَهُمْ لي مِنَ العالم. هم كانوا لكَ وأنتَ أعطيتَهُم لي وقد حَفِظُوا كلامَك. والآنَ قد عَلِمُوا أنَّ كُلَّ ما أعطَيْتَهُ لي هو منك، لأنَّ الكلامَ الَّذي أعطَيْتَهُ لي أَعْطَيْتُهُ لهم. وهُم قَبِلُوا وعَلِمُوا حَقًّا أَنِّي مِنْكَ خَرْجْتُ وآمَنُوا أنَّك أَرْسَلْتَنِي. أنا من أجلِهِم أسأَلُ. لا أسأَلُ من أجل العالمِ بل من أجل الَّذينَ أَعْطَيْتَهُم لي، لأنَّهم لك. كلُّ شيءٍ لي هو لكَ وكلُّ شيءٍ لكَ هوَ لي وأنا قد مُجِّدتُ فيهم. ولستُ أنا بعدُ في العالمِ وهؤلاءِ هم في العالم. وأنا آتي إليك. أيُّها الآبُ القدُّوسُ ٱحْفَظْهُمْ بـٱسمِكَ الَّذينَ أعطيتَهُمْ لي ليكُونُوا واحِدًا كما نحنُ. حينَ كُنْتُ معهم في العالم كُنْتُ أَحْفَظُهُم بٱسمِكَ. إِنَّ الَّذينَ أَعْطَيْتَهُم لي قد حَفِظْتُهُمْ ولم يَهْلِكْ منهم أَحَدٌ إلَّا ٱبْنُ الهَلاكِ لِيَتِمَّ الكِتَاب. أمَّا الآنَ فإنِّي آتي إليك. وأنا أتكلَّمُ بهذا في العالَمِ لِيَكُونَ فَرَحِي كَامِلاً فِيهِمْ.

 

العظة

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين

 

في الأحد السادس من بعد الفصح، أي الأحد الذي يقع بين خميس الصعود وأحد العنصرة، تُقيم الكنيسة الأرثوذكسية تذكار آباء المجمع المسكوني الأول المجتمعين في نيقية عام 325م. القراءة الإنجيلية هي من إنجيل يوحنا الإصحاح (17: 1-13) أو ما يُعرف بصلاة يسوع الكهنوتية الأخيرة قبل آلآمه وموته على الصليب. لقد رتّبت الكنيسة أن تُقيم تذكار هؤلاء الآباء بعد خميس الصعود.

 

أورد لنا البشير يوحنّا صلاة يسوع هذه. فكم يجب أن نتمعّن بها. لا شكّ في أنّ الإنجيليّ رتّبها فجعل يسوع يقول: "ويعرفوا يسوع المسيح الذي أرسلته". ومع ذلك فالأصالة ظاهرة. ورغم الظواهر يبدو النصّ بسيطًا. هو صلاة طوعيّة جاءت بطريقة عفويّة فكان لها جمالها.

 

يسوع في صلاته يقول: يا أَبتِ قد أَتَتِ السّاعة. مَجِّدْ ٱبنَكَ ليمجِّدكَ ٱبنُكَ أيضًا. كما أَعطيتَهُ سُلطانًا على كلّ بَشَرٍ ليعطيَ كلَّ مَن أَعطيته له حياة أَبديّة، وهذه هي الحياة الأَبديّة أَن يعرفوكَ أَنتَ الإله الحقيقيّ والّذي أَرسلتَهُ يسوع المسيح. أَنا قد مجَّدتُكَ على الأرض. والآن مجِّدني أَنتَ يا أَبتِ عندكَ بالمجد الّذي كان لي عندكَ من قبل كونِ العالم". (يوحنا 17: 1–5).

 

"أنا غلبت العالم". هذا ما قاله يسوع. هو لم ينتصر بعد. أو بالأحرى كلّ شيء قد انتهى، والغلبة هي قضية وقت. فالاختيار انتزع التلاميذ من هذا العالم. ولقد تعب يسوع في أن ينزع نفسه عنهم. حُطمت وحدة، فتحقّقت وحدة أخرى، وحدة أعمق. كانت الصّلاة لحمة في الجماعة الأولى. وكانت المشاركة مع المسيح قوّة للمؤمنين. والصّلاة التي تلاها يسوع بعاطفة لم يستطع ضبطها إلاّ بصعوبة، جمعت في شخصه الماضي. والمستقبل، الزمن والأبديّة.

 

الحياة الأبدية هي أن نعرف المسيح وهذه المعرفة ينبغي أن تكون حقيقة كما هو كشفها لنا بدون زيغ أو تشويه أو تغيير. عندما نُغيّر ونحرِّف هذه المعرفة الحقيقية نخسر حينها الحياة الأبدية

 

هكذا قدَّمَ الإلهُ الآبُ كلَّ ما فيه وعندَهُ إلى ٱبنه الوحيد الرّبّ يسوع المسيح، مدفوعًا بالحبّ الّذي هو هو، ليُخلي ٱبن الملك، وارثَ الآب الوحيد، ذاتَهُ آخذًا صورةَ عبدٍ، فيجعل كلّ خليقة الإله وخلقِهِ، عبيدًا للابن الإلهيّ الّذي ٱستقى كلّ كلّيّته من حنان الآب فيه، ليوزّعها على البشريّة، بالرّوح القدس، جاعلًا الكونَ كلَّه على صورةِ الثّالوث، ذاك الّذي لا ٱبتداء ولا ٱنقضاء له في مادّيّة الفكر والمعقول البشريّ. الابنُ خَلَقَ الإنسان ليصيرَ ٱبنُهُ هذا روحًا من روحه، وكيانًا من كيانه، وفعلَ إبداعٍ وحياةٍ من إبداعِهِ هو، ليستمرّ الكونُ، كلّ الكون، بمسيحه المصلوب، محبّةً بالّذينَ رفضوه وأَقصوه والّذين لا يعرفونه! والّذين رفضوه، صالبينه حتّى يموت الحقّ بإفناءِ روح الحقّ الإلهيّ.

 

لا يصلّي يسوع من أجل العالم. هذا لا يعني أنّه يرذل العالم. فما يهمّ يسوع قبل كلّ شيء هو مصير تلاميذه. نحن هنا في وضع حدوديّ، يُطلق فيها إنسان من النّاس صلاته الأخيرة. لم نصل بعد إلى الصّرخة الأخيرة: "أنا عطشان". بل نحن أمام مقدّمة تدخلنا في المجد.

 

قال يسوع: "أنا أتيت إليك". لا نجرؤ أن نستمع إلى هذا الصّوت الذي لا يتوجّه الآن إلينا، بل إلى الآب الذي لم يواجهه بعد كما سيفعل بعد الموت والقيامة.

 

هكذا لن يموتَ الّذي صُلِبَ مع سيّده قائمًا له فيه ومعه، ليحملَ فيه وإليه الكونَ، عمارة حبٍّ مبنيّة على صخرة الإيمان بالتّجسّد الإلهيّ، الرّاسخ على صخرةِ حُبِّ الآبِ للابن والابنِ لابنه الإنسان بالرّوح القدس. هذه حياة التّبنّي الإلهيّ للابن المولود بالرّوح في الإنسانيّة، لتصيرَ البشريّة كلُّها، بأجمعها خليّة نَحْلٍ تتوالَدُ الأُلوهَةَ بالأُبوَة الآبائيّة الرّوحيّة، ليصير كلّ نطقٍ من أَفواهِ خدّامِ الإله، معموديّةً إلهيّةً للتّنقية فيتحوّل الباطل حقًّا، ويجلس جميع المؤمنين على كرسيّ البنوَّةِ ليحكوا قصّةَ الحبّ، حبّ خالقِ الكونِ المنظور وغير المنظور للإنسان. "أيّها الآب القدّوس إحفظهم بإسمكَ الّذين أَعطيتهم لي ليكونوا واحدًا كما نحن...".

 

أحبائي: نحن في وقت نادر. تنتظر آذاننا وقلبنا. سنسمع الصّلاة الطويلة الوحيدة التي وصلت إلينا من يسوع. ولكن ندهش وقد ننزعج. لماذا تتحدّث هذه النجاوى عن المجد (وهي كلمة لا نحبّها كثيرًا) نحن نربط طوعًا المجد بالقوّة والتباهي ووضع المسافة بيننا وبين الآخرين. فالمجد لدى شخص، يجعله بعيدًا عنّا وعن متناولنا، ويعود بنا إلى عيشنا الخامل. حين نحتفظ بأفكارنا في هذا الوقت، نقتل قوّة الاصغاء التي يجب بالأحرى أن تجتذبنا إلى الإله الحقيقيّ. فيسوع المتكلّم إلى أبيه، يفكّر الآن ويتكلّم من أجلنا. إنّه وسيط كما لم يكنه في هذه السّاعة: "أيّها الآب، عرّفت البشر إليك". وهذا يعني أنّهم عرفوا مجد الله. عرفوا قدرة الحياة التي فيه.

 

إن صلاة المسيح هي مبدئيًا للتلاميذ الذين قَبِلوه ولكن الأمر يمتد ليشمل كل الذين يقبلونه عبر الأجيال ويسمعون كلماته ويحفظونها ويحيونها.

 

مجمع نيقية الأول

 

في الكنيسة الأرثوذكسية يوجد سبعة مجامع كبيرة تسمى "بالمجامع المسكونية" أولها انعقد في نيقية سنة 325م وآخرها المجمع المسكوني السابع المنعقد في نيقية أيضًا سنة 787م. في هذه المدينة التأم أول مجمع كنسي على المستوى المسكوني. الداعي إلى المجمع الإمبراطور قسطنطين الكبير (+338م) بعد مشاورات قام بها هوسيوس، أسقف قرطبة الإسباني.


الدافع


الخطر الذي هدد وحدة الكنيسة بسبب البدعة الآريوسية المتعلقة بطبيعة المسيح، ولتحديد إيمان الكنيسة القويم لجهة شخص الرب يسوع المسيح، من هو، وما صلته بالله الأب، وذلك حسما للخلاف المقلق المشَوِّش الذي أثاره تعليم نُسِب الى أحد كهنة الإسكندرية، المدعو آريوس.

 

همّ قسطنطين الأول، فيما يبدو كان تماسك الإمبراطورية والحؤول دون ما يمكن أن يصدّعها. أرسلت الدعوة الى أساقفة المسكونة وأمّنت الدولة نقلهم الى نيقية على نفقتها.

 

الحضور

 

لا نعرف تمامًا عدد الذين حضروا. بعضهم قال 270 وبعضهم 300. ابتداءً من السنة 360م اعتُبِر العدد، رسميًا 318 أبًا. أكثر الأساقفة كانوا من الشرق، ستة فقط من الغرب، بينهم هوسيوس السابق ذكره وممثلان عن أسقف رومية، الكاهنان ثيتون وفكنديوس. من الأسماء المعروفة التي قيل أنها اشتركت كان القدّيسون أفسطاتيوس الأنطاكي والكسندروس الإسكندري ومكاريوس الأورشليمي واسبيريدون العجائبي ونيقولاوس أسقف ميرا ليكية، وبفنوتيوس الصعيدي ويعقوب النصيبيني وأثناسيوس الكبير الذي كان آنئذ شمّاسا. كثيرون من الذين جاؤوا كانوا معترفين حملوا في أجسادهم آثار العذابات من زمن الاضطهاد.

 

إلى هؤلاء وسواهم، حضر عشرون أسقفًا أيّدوا آريوس من وراء الستار. أبرزهم أفسافيوس، أسقف نيقوميذية، وأفسافيوس القيصري وثيودوتوس اللاذقي وغريغوريوس البيروتي وأثناسيوس، أسقف عين زربة. افتتح المجمع في 20 أيار سنة 325م، واستمر إلى 25 تموز من السنة نفسها. وقد رأسه أفسافيوس أسقف أنطاكية أو ربما هوسيوس الإسباني. وحضر افتتاحه الإمبراطور نفسه.

 

أول ما يَلفت نظر الباحثين هو أن علامات الاضطهادات –التي هدأت– كانت ظاهرة جليًا على أجساد معظم الآباء الذين أتوا من كنائس العالم ليشهدوا للمسيح الحي والغالب على الدوام. فأعضاؤهم المشوّهة أو المبتورة وآثار الجروح والضرب والجلدات شهادة على أن الإيمان الحق الذي دونوه في نيقية كان محفوظًا في قلوبهم وعقولهم، ومكتوبًا على صبر أجسادهم.


الموضوع الأساسي


كان التصدي لبدعة الكاهن الليبي الأصل آريوس، كما بحث الآباء أمور عديدة بينها تعيد الفصح.

 

ماذا قال آريوس، ما هي الآريوسية؟

 

قالت بالمسيح يسوع إلهًا مخلوقًا خلقه الله الآب من العدم. هذا معناه أنه "كان وقت لم يكن فيه ابن الله موجودًا، وأنه ليس مساويًا للآب في طبيعته وهو من جوهر آخر. إلى ذلك قالت الآريوسية أنه وان كان ابن الله مخلوقًا فليس كسائر المخلوقات. لأن الآب خلقه قبلها ثم خلقها بواسطته. على هذا ليس ابن الله في نظر الآريوسية، لا إلهًا حقًا ولا مخلوقًا كسائر المخلوقات.

 

وآريوس كاهن إسكندري أخذ يعلّم في العشرينات من القرن الرابع أن الآب وحده أبدي وان الكلمة (الابن) ليس أبديًا وأنه ليس مثلـه غير مخلوق، وأنـه مخلوق إلهي كامل وإن لم يكن مثـل بقية الخلائق. جمع ضد آريوس الكسندروسُ رئيسُ أساقفة الإسكندرية مجمعًا مكانيًا (محليًا) وشجب تعليمـه وقطعـه وقطع اتباعه من جسم الكنيسة. لكن آريوس وجد بعضًا من التأييد لتعاليمه في بعض المجامع المحلية في فلسطين وآسيا الصغرى.


من نتائج المجمع المسكوني النيقاوي الأول

 

1. أدان آباء المجمع آريوس وبدعته وأعطوا دستورًا للإيمان شكّل في معظمه القسم الأول من دستور الإيمان الذي خرج به المجمع المسكوني الثاني (القسطنطينية 381م). والذي ما زالت الكنيسة الأرثوذكسية تتلوه بأمانة إلى اليوم. وقد توقّف المجمع النيقاوي عند عبارة "وبالروح القدس".

 

2. وحرموا "كل من يقول أنه كان وقت لم يكن فيه ابن الله، أو أنه قبل أن يولد بالجسد لم يكن، أو أنه خلق من العدم، أو من جوهر يختلف عن جوهر الآب أو طبيعته أو أنه مخلوق، أو أنه عرضة للتغيّر والتبدّل". إيماننا بألوهية الابن أوضحه القديس اثناسيوس الإسكندري الذي كان شماسًا في المجمع النيقاوي ووضع كتابًا رئيسيًا "في تجسد الكلمـة". انطلق في تعليمه من الفداء وقال: إن الذي علق على الصليب كان إلهًا لأن الإله وحده يفدي البشر، وكان إنسانًا حقيقيًا لكي يتم صلبه.

 

3. وضع مجمع نيقية تحديدًا في تعيين تاريخ عيد الفصح. كما حدد المجمع بالإضافة إلى ذلك موعد عيد الفصح في الأحد التالي لعيد الفصح اليهودي. وأعطى لأسقف الإسكندرية سلطة على الكنيسة الشرقية تماثل سلطة أسقف روما البطريركية على كنيسة روما. من هنا نشأت البطريركيات.

 

"أيها الربّ الكلي الرأفة أننا بتعييدنا اليوم لتذكار الآباء الإلهيين نرغب إليك بطلباتهم أن تنجّي شعبك من أذيّة الهراطقة كافة وأهِّلنا جميعًا أن نمجد الآب والكلمة والروح الكلي قدسه". أمين

 

الطروباريات
 

طروباريَّة القيامة (باللَّحن السَّادِس): إنَّ القوَّاتِ الملائكيَّة ظَهَرُوا على قبرِكَ الـمُوَقَّر، والحرَّاسَ صاروا كالأموات، ومريمَ وَقَفَتْ عندَ القبر طالِبَةً جسدَكَ الطَّاهِر، فَسَبَيْتَ الجحيمَ ولم تُجرَّبْ منها، وصادَفْتَ البتولَ مانِحًا الحياة، فيا مَنْ قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك.

 

طروباريَّة الآباء (باللَّحن الثَّامِن): أنتَ أيُّها المسيحَ إلهُنا الفائِقُ التَّسبيح، يا مَنْ أَسَّسْتَ آباءَنا القدِّيسينَ على الأرضِ كواكِبَ لامِعَة، وبهم هَدَيْتَنَا جميعًا إلى الإيمانِ الحقيقي، يا جزيلَ الرَّحمةِ المجدُ لك.

 

طروباريَّة الصُّعود (باللَّحن الرَّابِع): صَعِدْتَ بمَجْدٍ أيُّها المسيحُ إلهُنا، وفرَّحْتَ تلاميذَك بموعِدِ الرُّوح القُدُس، إذ أيقَنُوا بالبَرَكَة أنَّكَ أَنْتَ ٱبنُ اللهِ المنْقِذُ العالَم.

 

القنداق (باللَّحن السَّادِس): لـمَّا أَتْمَمْت َالتَّدبيرَ الَّذي من أجلِنا، وجعلتَ الَّذين على الأرض مُتَّحِدِينَ بالسَّمَاوِيِّين، صَعِدْتَ بمجدٍ أَيُّهَا المسيحُ إلهُنا غيرَ مُنْفَصِلٍ من مكانٍ بل ثابتًا بغيرِ ٱفتِرَاق وهاتِفًا: أنا معكم وليسَ أحدٌ عليكم.