موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٣٠ مايو / أيار ٢٠٢١

نحو صيف ومستقبل آمنَين

نحو صيف ومستقبل آمنَين

نحو صيف ومستقبل آمنَين

الاب رفعت بدر :

 

تعب المشوار ومن مرحلة إلى مرحلة وبعد عامين من الحرب المعلنة على فيروس الكورونا نصل إلى الوعود نحو صيف آمن. والصيف الآمن يحتاج إلى مرتكزات ودعائم كي يصل ونستقبله بكل حفاوة الاستقبال المعروفة عن مجتمعنا الطيب. طبعًا نحن لا نتكلم عن مجتمعنا الأردني وحسب بل نتكلم عن المجتمع الإنساني الذي يرنو أيضًا إلى أيام خلاص وشفاء وطمأنينة وهناء وصيف آمن ومستقبل آمن للأجيال المقبلة. كم نحن بحاجة إلى هذا الأمان وإلى هذا اليقين وإلى هذا التأكيد وإلى هذا الإدراك بأنّ البشرية قد باتت قاب قوسين أو أدنى من نهاية للنفق المظلم وال?ئيب والحزين.

 

من مرتكزات الصيف الآمن، أن يُقبل جمهورنا الكبير على المطاعيم التي تؤمنها الدولة بمراحل متعددة حتى نصل مع بداية أيلول إلى أن يكون لدينا 4.5 مليون إنسان مطعم، وهي النسبة الكافية للبالغين لكي نقول بأننا حصلنا على «المناعة المجتمعية» التي كنا نسمع عنها في بداية المشوار –الذي تعب- ونتوجه الآن إلى تحقيق ذلك.

 

كم وكم قد بذلت جهود من المختبرات والعلماء والأطباء لكي يتحقق فعلاً الآمان الحقيقي للبشرية السائرة باتحاد لم يسبق له نظير: اتحاد على الألم واتحاد اليوم على الأمل للخلاص من هذا الفيروس الذي عصف بالعالم أجمع وأدى إلى تحديدات للحركة بين البلدان وفي داخل كل بلد.

 

من المرتكزات أيضأ، أن نحافظ على قيم ومبادئ وسلوكيات وتقاليد كانت جديدة علينا في البداية، ولكن الآن أصبحنا معتادين عليها. ومنها التباعد، واقتصار المدعويين على الاحتفالات والمناسبات الشخصية على عدد قليل من الأشخاص، ومنها طبعًا في الفترة الحالية ارتداء الكمامات ووضع المعقمات بشكل متواصل.

 

من المرتكزات أيضًا لصيف ومستقبل آمنَين، أن يزداد ايمان الانسان بخالق الكون ومدبّره، ذلك أننا أدركنا أن هنالك مسيّراً للكون وأن الإنسان قد وضعه الله خادماً للخليقة، ولكن ليس متسلطًا عليها، وأن كل شيء كما يقول القديس بولس «يسير لمجد الله». وكم شاهدنا من صلوات ترفع حتى في أوقات الإغلاق التي طالت الكنائس والمساجد. لكنّ الصلوات لم تتوقف من القلوب ومن أيضًا البيوت التي أصبحت أماكن عبادة احتفلنا فيها بالأعياد المجيدة، وكذلك أيام الجمع والآحاد. ولم يخطر على بال أحد أن ترتفع في يوم واحد صلاة موحدة من حناجر البشر أجمعين، تطلب الشفاء بذات الوقت، وتتحد على هذه النية التي أدركت معنى الصحة والعافية، ومعنى أن تصرف الدول أموالها على هذا القطاع، أهم بكثير من صرفها على قطاعات التسلح والحروب.

 

دُعاؤنا إلى الله أن يحفظ البشرية وأن يقودها، ليس إلى صيف آمن، وإلى مستقبل آمن، ولن يكون هذا فقط خاليًا من فيروس الكورونا، ولكن أيضًا خاليًا من فيروسات عديدة، أهمها فيروس الفساد وفيروس الاستغلال وفيروسات الاحتلال والعنف والقسوة ومعاملة الإنسان لأخيه الإنسان بعنف وتنمّر ووحشية. حفظكم الله، ومتعكم بصيف آمن، بل وبمستقبل آمن للبشرية... آمين