موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٢ فبراير / شباط ٢٠٢٠

موقع أبونا يحييكم في انطلاقته الجديدة

دعواتكم لنا، شكرًا لمتابعتكم، ولا تبخوا علينا باقتراحاتكم البناءّة

دعواتكم لنا، شكرًا لمتابعتكم، ولا تبخوا علينا باقتراحاتكم البناءّة

الأب د. رفعـت بدر :

 

ليس حلّة جديدة فحسب، بل هو قفزة جديدة، وانطلاقة جديدة..

 

إنه موقع أبونا الإلكتروني وشعاره الدائم "إعلامٌ من أجل الإنسان".

 

انطلق هذا الموقع عام 2003 في قلب الصحراء الأردنيّة، وتمّ تجديده عام 2005، وكذلك في العام 2008، ليصل في مسيرته الحاليّة إلى مرحلة الاحتضان من قبل المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، الذي نشأ أيضًا في قلب العاصمة الأردنيّة عمّان عام 2012، ليكون مركزًا جديدًا تابعًا للبطريركية اللاتينية في القدس، ومنفتحًا على مختلف الأطياف الكنسيّة، وكذلك على مختلف الأديان والثقافات في العالم.

 

الجديد اليوم في موقع أبونا الإلكتروني هو التطوّر التقني الذي حصل على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي هنالك ربط كبير ما بين الأخبار والمقالات التي تنشر على صفحات موقع أبونا مع مواقع التواصل الاجتماعيّة.

 

يخصص موقع أبونا بانطلاقته الجديدة حيزًا خاصًا لحوار الأديان، وهو ما كان من قبل. فلم نُشىء أن نغيّر عنوان "الحوار"، كونه سمة إنسانية عالية وراقية ومفيدة وللإنسانية جمعاء. كما نقصد بحوار الأديان، التعاون بين أتباع الأديان لما فيه التنمية المستدامة والشاملة للإنسان وللإنسانية، فنحن جزء من هذا الكون، ننظر إلى آلام الناس ومعاناتهم في غير بقعة من الأرض، نتيجة الحروب والكوارث والأمراض، ونظرًا لكل ما يعاني منه الإنسان من مشقاتٍ بالعيش الكريم، سواء كان ذلك في حياة التهجير في أحيان كثيرة، أو في حياة المصاعب الاقتصادية، تبعًا للأزمات السياسية التي تمرّ بالمنطقة والعالم.

 

موقع أبونا، الذي شعاره "إعلام من أجل الإنسان" يلامس هذه الآلام البشرية لدى كل أطياف البشر، بدون تمييز، لكنه في ذات الوقت ينتهج درب التعاون بين الأديان لكي تكون هي أيضًا من الفواصل الأساسية، لا بل من مناطق الالتقاء الديني ومسارحه  عبر العمل المشترك على أرض الواقع من أجل تخفيف معاناة الإنسان. لذلك نركّز على كلّ مبادرة فيها الخير، وفيها الجمال، وفيها الطيبة المغروسة في قلب الإنسان، وفي قلب المؤسسات النسانية وعلى المؤسسات الكنسيّة التي نسميها الخيريّة، وهي المؤسسات التي تُعنى بالإنسان الفقير والمحتاج دون تمييز.

 

كذلك هنالك انفتاح كبير على الأفق الثقافي الأوسع، فلم تعد المواقع الكنسيّة، أو التابعة لمراكز دينية، تعنى فقط بالشؤون الروحيّة البحتة، بل أصبح هنالك وجه ثقافي للصوت الديني في عالم اليوم، وهو ما نصّت عليه وثيقة الأخوّة الإنسانية الموقعّة بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر، العام الماضي في مثل هذه الأيام، حينما دقّت أبواب الثقافات والمثقفين والفنانين لكي ينشروا قيم التلاقي والوفاق والتسامح والإخاء والوئام بين مختلف أطياف المجتمعات الإنسانية الواسعة. فلم يعد المنبر الديني هو منبر داخل المسجد أو داخل الكنيسة فحسب، إنما هو منبر قيميّ، يدخل عبر الثقافة، وعبر السمة الأساسية التي ينتهجها موقع أبونا منذ أول سطر خطّ على صفحاته الإلكترونيّة، ألا وهي سمة الانفتاح.

 

أمّا القدس فهي العاصمة الروحيّة لجميع أبناء إبراهيم، وجميع أتباع الأديان في هذه المنطقة المقدسّة، لذلك نفرز قيمة أساسية لا استغناء عنها، من أجل القدس، ومن أجل الحفاظ على المقدسات فيها، بعيدًا عن التسويات التي أصبحت تُسمى بالصفقات، لأننا نريد للإنسان أن يكون مرتاحًا، وأن يحصل على حقوقه وكرامته وحريته الأساسية، وأهمها حرية الدين وحرية العبادة وحرية الوصول إلى الأماكن المقدسة بسهولة ويُسر، وأيضًا حرية الحياة الكريمة والتنقل، وأن يعيش الإنسان حرًا لأن الله خلقه لكي يكون كذلك، لا ليكون عبدًا لأحد.

 

نتوجه في هذا المقام، وبهذه الصفحة الأولى من الانطلاقة الجديدة لموقع أبونا، باسم رئاسة التحرير وباسم العاملين في المركز الكاثوليكي والمندوبي لموقع أبونا، وباسم المجلس الاستشاري للمركز والمؤسس قبل عامين، بالشكر إلى البطريركية اللاتينية التي هي الهيئة العليا للمركز الكاثوليكي ولموقع أبونا، وإلى الأصدقاء في كل أماكن عملهم، وبالأخص من الزملاء الإعلاميين والصحفيين العاملين في الأردن وكذلك في العالم أجمع، لأننا نشكّل شراكة حقيقية اليوم لكي يكون الإعلام خادمًا للحقيقة والجمال والخير لدى الإنسان، وخادمًا للوئام، وناشرًا للقيم الإنسانية الأساسيّة عبر تعزيز المبادرات الراقية التي أطلقها الأردن على سبيل المثال، كرسالة عمّان وكلمة سواء وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان واحتضان المهجّرين، وتعزيز السياحة الدينية إلى بلدنا الحبيب والى الارض المقدسة بشكل عام، وكذلك للنهوض معًا في قضايا الإنسان والإنسانيّة في مختلف بلدان الشرق، ولكن أيضًا بإطلالة عالمية، وبالأخص في الصوت الكنسيّ الذي يمثله الكرسي الرسولي وسائر البطريركيات العامة في العالم.

 

وهنالك شكر خاص نوجهه إلى الإعلام والإعلاميين الذين أمدونا على مدار السنوات الماضية بجسور من التواصل والمودة والإخاء والتعاون لما فيه خير الإنسانيّة، ولإبراز الوجه الحقيقي للإعلام: بأن يكون خادمًا للإنسان، وليس متسلطا عليه، أومشترىً ومباعًا كما حصل مع الأسف في العديد من المنعطفات الإعلامية عند المآسي البشرية.

 

نشكر من جديد البطريركية اللاتينية التي هي الداعم والمالك الرئيسي للموقع ولصفحاته في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. نشكر كذلك مختلف الكنائس التي تمدنا دائمًا بالتشجيع والتحفيز على مواصلة الدرب والمشوار. وكذلك نشكر الهيئات الإعلامية والدينية في الأردن التي تبدي دائمًا كل تقدير واحترام لما يمثله موقع أبونا، الصادر من المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام. كذلك أتقدّم بالشكر إلى مؤسسة "عون الكنيسة" The Church in Need الذين أمدونا بالدعم المادي من أجل هذه الإنطلاقة والقفزة الجديدة.

 

ملاحظة أخيرة، وهي أن موقع أبونا لم يكتمل بعد، لذلك سوف نرى لا سمح الله بعض الأمور التي بحاجة إلى تحسين وتطوير، وهذا ما سنقوم به تباعًا، نظرًا لأن وقتًا كثيرًا قد أخذ بتعبئة الصفحات الحالية من الأرشيف الماضي، لذلك سوف نشاهد أسبوعًا تلو الأسبوع تطويرًا حقيقيًا ومستمرًا لصفحات أبونا.

 

أبونا لكم.. وأبونا من أجلكم.. وأبونا سيعمل دائمًا على النهضة في الصورة الإعلامية، بأن يكون الإعلام دائمًا خادمًا حقيقيًا للإنسان والإنسانية... دعواتكم لنا، شكرًا لمتابعتكم، ولا تبخلوا علينا باقتراحاتكم البناءّة.