موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٠ فبراير / شباط ٢٠٢٠

مدونة 20 في 2020

أطلق "التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية" الذي اختتم أعماله في أبوظبي مدونة "العشرين الإعلامية" التي تضع مبادئ للمؤسسات والعاملين في المجال الإعلامي للمساهمة في تعزيز السلم والتعايش ومكافحة الكراهية وصيانة حقوق الضعفاء (وام)

أطلق "التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية" الذي اختتم أعماله في أبوظبي مدونة "العشرين الإعلامية" التي تضع مبادئ للمؤسسات والعاملين في المجال الإعلامي للمساهمة في تعزيز السلم والتعايش ومكافحة الكراهية وصيانة حقوق الضعفاء (وام)

الأب د. رفعت بدر :

 

أبدع الأخوة الإماراتيون بإحياء الذكرى السنوية الأولى لتوقيع وثيقة «الأخوّة الإنسانية» من البابا فرنسيس وشيخ الأزهر د. أحمد الطيّب على الأرض الإماراتيّة العام الماضي، بالدعوة إلى «التجمّع العربي الإعلامي» من أجل «الأخوّة الإنسانية».

 

وبعد الاحتفال بسنة التسامح، وفي أسبوع الوئام بين الأديان، كان جميلاً «تجنيد» الإعلام و«تجييشه» إيجابيًا من أجل تعزيز الكرامة الإنسانية من جهة، ومن أجل تشجيع الوئام بين الناس، وبين المختلفين دينيًا، من جهة أخرى.

 

وفي نهاية التجمّع، كانت اللحظة المؤثرة بالإعلان عن مدوّنة إعلامية تُعنى بتوجيه الإعلام العربي إلى أن يكون مساندًا لنشر مضامين وقيم «الأخوّة الإنسانية»، فلا تبقى حبرًا على ورق، بل تصل إلى حياة الناس اليوميّة، في علاقاتهم المتشابكة بالمحبّة والاحترام.

 

سُمِّيت الوثيقة بمبادئ العشرين في العام عشرين عشرين، حيث احتوت على عشرين بندًا من شأنها المساعدة على تشكيل اسطول إعلامي عربي في مواجهة خطابات التطرّف والإلغاء التي أصابت، مع كل أسف، العديد من منابر الإعلام، وبالأخص منابر السوشال ميديا أو وسائل التواصل.

 

جاء في المدوّنة: التأكيد على حقوق الإعلاميين الأصيلة كافة، وفي صدارتها حرية الفكر والرأي والتعبير والإبداع. ودعم قيم العدل والحق والمساواة وقبول الآخر، وتعزيز المواطنة والاندماج والعيش المشترك. ونبذ الخطابات التي تهدد مبدأ حرية الاعتقاد، واحترام التعدد والتنوع الفكري. وعدم نشر أو ترويج أي خطاب للكراهية.

 

وتضمنت المدوّنة الامتناع عن عرض أو نشر أو إذاعة أو ترويج أي فتوى دينية غير منسوبة لجهات الاختصاص. وإبراز أثر جرائم الحرب والعنف التي يدفع ثمنها الفادح المدنيون الأبرياء. والالتزام بدعم النازحين وضحايا الحروب والنزاعات والجرائم الإرهابية.

 

كما تدعو المدونة الموقعة الى مراعاة البعد الإنساني في التغطية الإعلامية للجرائم والنزاعات والحوادث الإرهابية. والتاكيد على حرمة الدم بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق أو اللون، وعدم ترويج الخطابات التي تبرر القتل. ومواجهة الصور النمطية المسيئة.

 

وهنالك بنود تشجع على المحتوى الإعلامي الإنساني ودعم نموذج الأسرة في المعالجات الإعلامية،، ومناصرة القضايا العادلة للمرأة، والاهتمام بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، والتأكيد على احترام المواثيق والمبادئ الأخلاقية والإعلامية المتعلقة بالأطفال وحقوقهم، والامتناع عن ازدراء الأديان والنيل من رموزها، ومكافحة التعصب الرياضي، وتشجيع معاهد الاعلام، والنقابات الفنية على تبني هذه المبادئ، وختمت المدونة العشرينية مبادئها بالدعوة الى دعم العمل الخيري والمبادرات الإنسانية، والترويج لثقافة التطوع والخدمة العامة.

 

وبعد، فقد وقّع المشاركون على الوثيقة، ومنهم وفد إعلامي أردني، ومن الجميل أن تتوافق هذه المبادئ مع مدوّنة أولى تم التوقيع عليها في عمّان السنة الماضية، إثر مؤتمر دعا إليه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام. هناك إذًا ريح إيجابيّة جديدة تهب على الإعلام في عالمنا العربي، وفي العالم أجمع، دعونا نتلقاها بالتقبّل والعمل المشترك على تحقيقها على أرض الواقع.

 

عاشت الأخوّة الإنسانية.. وعاش الإعلام الناقل لها.