موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٧ يونيو / حزيران ٢٠١٨

مثابرة الطفل السوري أيمن

الاب رفعت بدر :

أيمن، طفل سوري في الروضة الصغرى، يدرس في مدرسة اللاتين التي نظمتها جمعية الكاريتاس الأردنية من أجل الأطفال السوريين في ناعور، أسوة في العديد من المناطق والمدارس من المملكة، حيث فاقت أعداد الطلبة السوريين على عشرة آلاف طالب وطالبة، يتعلمون في أكثر من عشرين مدرسة من تنظيم الكاريتاس. أيمن كان يُعّد كلمة التخريج وكان متشوقا لهذا لليوم الذي يعيد الى اهله بعض فرح. لكنه قبل أيامٍ تعرّض لحادث دهس أمام منزله الصغير في عمّان. أحدث الحادث كسورًا أليمة في كتفه، لكنه أصرّ إلا أن يحضر التخريج وأن يلقي الكلمة. وكم كانت كلماته مؤثرة حين كان يقول: شكرًا للكاريتاس الأردنية، شكرًا لكم لأنكم تعلموننا، لأنكم تحتضنوننا، لأنكم تحترمون كرامتنا الإنسانية. أيمن أيها الطفل السوري القادم إلينا طلبًا للأمن والاستقرار، نأسف جدًا لما حصل معك من تهوّر السائقين، ونحمد الله على سلامتك أيها الطفل العزيز. نهنىء أهلك بتخريجك اليوم، ونأمل لك أن تحصل إلى أعلى المراتب الأكاديمية، وأن تتبوأ أجمل المناصب، لكن الأهمّ من ذلك أن تبقى إنسانًا يحبّ اخوته، ويحبّونه، ويقولون له في عملهم وفي قولهم بأن كرامة الإنسان هي الأساس. أيمن، نحييك على تحديك للألم والوجع، وعلى قدومك إلى التخريج اليوم، نحييك على صمودك، نحييك على مثابرتك، ونحيي من خلالك كل الأطفال السوريين الأشقاء الذين جاؤوا إلينا اليوم مع أهاليهم وذويهم، يفرحون بتخريجك وتخريجهم من رياض الأطفال. شكرًا للكاريتاس الأردنية، وشكرا للكنيسة ، وشكرا للمعلمات، وشكرًا لكل من يعمل من أجل كلّ إنسان محتاج، ومن أجل كلّ إنسان مشرد، وبخاصة الأطفال، الذين لهم علينا حقّ، بالاعتناء بطفولتهم، بحمايتهم، بتربيتهم، بتدريبهم، بالمحافظة على حياتهم. إن لهم حقًا في أعناقنا، بأن نبقى لهم القدوة والمثل الصالح. حماك الله يا أيمن، وحمى أهلك وذويك، وحمى شعبك وبلدك سوريا، وإن شاء الله تعود إليها لتكمل مسيرة النجاح بإذن الله.