موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٥ فبراير / شباط ٢٠٢٠

ما هي رسالة باري bari2020#؟

القداس الإلهي الذي ترأسه البابا بعد لقائه أساقفة المتوسط في باري

القداس الإلهي الذي ترأسه البابا بعد لقائه أساقفة المتوسط في باري

الاب رفعــت بدر :

 

بعد مرور 10 أعوام على سينودس الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط عام 2010، شارك البابا فرنسيس في لقاءٍ متوسطيّ في باري #bari2020 المدينة التي أصبحت عاصمة للوحدة المسيحية، كما جاء في كلمة قداسته.

 

فما الرسالة التي أراد البابا فرنسيس توجيهها؟

 

إنها رسالة تشجيع وتضامن؛ مع المسيحيين ومع الشعوب التي تعيش في هذه المنطقة، لأنها منطقة ذات صراعات "جنونيّة" حيث تدّمر البيوت والمصانع والمستشفيات، ويقتل الإنسان، ويهجّر، ويموت أحيانًا بعيدًا عن وطنه وأهله. لتأتي المبادرة من مجلس أساقفة ايطاليا بموافقة فورية من البابا، مؤكدة على رسالة منطقة البحر المتوسط ودعوتها في تقديم شهادة للوحدة والسلام.

 

إنها رسالة بثّ الرجاء والأمل لشعوب المنطقة لكي تكمل مسيرتها في "نقل الإيمان" للأجيال، وتنشىء أطفالها، وترسم لهم مستقبلا أفضل، من خلال العمل الدؤوب في صنع السلام والعدالة والاستقبال والتضامن.

 

إنها رسالة من أجل رفع الصوت للمطالبة بالحقوق والحريات الدينية لكلّ المجتمعات. وهي رسالة ضدّ التطرّف والأصولية التي تنكر كرامة الإنسان وحريته الدينية. وبالتالي هي دعوة من أجل السير في درب الحوار المطبوع بالاحترام، والإرادة الحسنة، والتعارف المتبادل، والأخوّة الإنسانية، والعيش المشترك بين مختلف مكونات هذه المنطقة.

 

إنها رسالة تبديد المخاوف، فهنالك إله يسيّر الكون، وهو الذي يقودنا إلى ينابيع صافية من الامن والاستقرار.

 

إنها رسالة دعوة إلى الوحدة المسيحية والتعاون الدائم. العام الماضي، كان اللقاء في باري أيضًا مع مختلف الكنائس وتعدديتها. في هذه السنة، أراد الأساقفة الإيطاليون الذين نظموا اللقاء، أن يقولوا بأن الشركة المسيحية للكنائس الكاثوليكية هي أساسية من أجل الاستمرار بمبادرات تضامن الإنسانية من أجل المهجرين وتجاه الضعفاء. لكنه أيضًا يعطي الدفىء والصورة النقية للمسيحيين في العالم بأن يكونوا واحدًا كما يريدهم الرب أن يكونوا على الدوام.

 

باختصار، رسالة باري 2020، رسالة قويّة، رسالة واضحة، رسالة تطلب أيضًا تضامن الأسرة الدولية، وتضامن كنائس العالم، مع مسيحيي هذه المنطقة لأنهم، مع تقلّص عددهم، ما زالوا يحملون صليبهم، وما زالوا يشهدون للمسيح القائم في مجتمعاتهم.